تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف بحلة جديدة ، وثوب جديد، وأمل جديد، وبخطاب جديد، وتعاطي جديد، ؛ وجو جديد، يبعث الى الطمأنينة، وليس القلق، والصدام، و الكر والفر ، وملء السجون...في الذكرى التاسعة لمهرجان المدن القديمة في مدينة شنقيط ، تشاهد العين مشاهد، تأباها البصيرة، ويأباها العقل، و لكنها الحياة، ألم وفرح، وحزن وطرب، ، حاسة الشم زالت ؛ اليوم أصيلانا لما عطرت نسمات واحات شنقيط؛ وأريجها الرطب ، وجداولها الخلابة، وظلها الظليل، ورمالها الناعمة، ومساجدها العتيقة ؛ لقاء الود الذي جمع الوزير سيدنا علي ولد محمد خونة رئيس حزب UPR وزعماء المعارضة الراديكالية،، أيعقل هذا ، المعارضة الخائنة، الغير وطنية ، كما وصفها بلطجية النظام ؛ والنظام نفسه آنذاك ، إنها حالة مفصلية في تاريخ موريتانيا المعاصر،،، هذه هي مواصفات نظام ولد عبد العزيز للمعارضة أمس، وهذا النظام هو نفسه الذي مازال يحكمنا بنسبة 100% بجهازه الإداري في عهد الرئيس محمد ولد الغزواني ، فهل تتبع القبلات المتبادلة بين رئيس حزب الأتحاد من أجل الجمهورية و المعارضة الراديكالية بطي صفحة من اللا تقارب، واللا تعاون، واللا اعتراف بالآخر؟الحقيقة أننا نعيش حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها حالة من الصفاء والنقاء أرادت قدرة الخالق أن تكون بداية عهد من العطاء والتآخي و التقدم و التحديث وتعزيز اللحمة الإجتماعية بداية عهد الرئيس محمد ولد الغزواني. بيد أن تلطيف الأجواء هذا لا بد أن يعزز بخطوات عملية تعزز التقارب، وتقوي اللحمة الإجتماعية أكثر فأكثر، ومن هذه الخطوات لا الحصر:عودة كل الموريتانيين الممنوعين من دخول البلاد الى وطنهم الأم والمشاركة في تنميته.إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بفعل تصفية حسابات لا غير أو دعوى قضائية مزعومة.تحسين الظروف المعيشية للسكان ، من تخفيض الأسعار؛ الى تطوير البنية التحتية، وتطبيق العدالة الإجتماعية بشكل فعلي وعملي ، ولكي تتعزز فلسفة التقارب والألفة بين أعداء الأمس، وأصدقاء اليوم؛المعارضة/ الموالاة لا بد أن ندرك جميعا، أن الإصلاح ؛؛ شمولي؛؛ لابد من ضخ دماء جديدة تؤمن بالإصلاح، وإليه تسعى، فالفريق الإداري يحتاج الى غربلة شاملة، يحتاج الى تصفية، يحتاج الى زرع نواة تبني، ولا تدمر ، ولما تزرع تلك النواة في سماء الإدارة يمكن للإصلاح و التغيير المنشود أن يتحققا بالكفاءة والمساواة بين المواطنين ؛ إذ لا يمكن أن يتحقق الإصلاح بهيمنة جنس، وإقصاء أجناس أخرى من نفس الطينة ، فلماذا الإشادة "" بآشمامير ""وزير الصحة الإصلاحية، ووزراء التربية، وبالمدرسة الجمهورية، وهي أمور لما تتحقق بعد هو أن الشعب المغلوب على أمره، شعب التطبيل "" اكر فيه اشوي بيه ذلعاكبلو من الفساد "" الإداري و كلت العدالة الإجتماعية "" كل قطاع ينسي في الآخر، التعليم، الصحة؛ الزراعة؛ المياه؛ الطاقة، بصرف النظر عن تهميش وإقصاء بعض المكونات الإجتماعية بشكل ممنهج وللأسف الوزرات التي شملها تغيير في عهد حكومة العهود والتعهدات سلكت نفس المسلك القديم، وهذا وشم واضح للعيان ينبغي أن لا يتكرر، وينبغي كذلك أن نسير في فلك الإصلاح الشامل والحقيقي.لابد من استئصال الفساد، ومحاربة الفساد، واشراك كل القوى في بناء الدولة المدنية الحديثة، إذ ليس بالأقوال والأمنيات تبنى الدول، وتشيد الأبراج، لابد من الجرأة والعزيمة والضرب بيد من حديد على كل من يقف في وجه قطار الإصلاح.لقد تأقنمت المعارضة مع الموالاة في شنقيط، في ظل حكم غزواني، وماتت المعارضة كما ماتت الموالاة الى درجة الإنصهار، ولكن على الرئيس غزواني أن يفي بتعهداته؛ ويسر في ذلك الأتجاه ، فتكريس الإقصاء والهيمنة وتدوير الوجوه الملطخة بالفساد، والعديمة الخبرة والولاءات القبلية جميعها عوامل تنمي الشرائحية و تهدد مستقبل الوطن الهش إقتصاديا و إجتماعيا.الآن وبعد أن طويت صفحة من الخلافات السياسية في شنقيط ، وتعززت أواصر الصداقة والتقارب بين المعارضة و الموالاة تأكد في الشمال الموريتاني غداة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، أن دولة المؤسسات لامكانة لها البتة في العالم الثالث، و مفاتيح الحلول، كل الحلول ممركزة في يد الرئيس، ولم يبق إلا صدق النوايا و تطبيق البرامج على أرض الواقع، وبالتالي فإن جو الإنفتاح على القوى السياسية، وجمعنتها تحت سقف المصلحة العليا للوطن، بنوايا صادقة؛ تعززها روح المسؤولية والإيمان بالواجب والإخلاص أهم سيناريوهات الرئيس محمد ولد الغزواني فهل يمكن للأخير أن ينتصر على بطانة السوء المتوغلة في جسم الدولة و التي لا تراعي إلا مصالحها الضيقة، إذا ما نجح الرئيس محمد ولد الغزواني في هذه المسألة فإنه سيحل المعادلة من دولة غنية وشعب فقير، الى دولة غنية، وشعب ثري./.موريتانيا متصالحة مع ذاتها تجمعنا ..