تأملات في معاني العهد / محمد ولد سيدي

إذا عدنا الى الشريعة الإسلامية السمحة والتراث العربي فإن الوفاء بالعهد من شيم النبلاء والقادة العظماء عبر التاريخ.
ما أحوج أمة عانت من الفساد الإداري، و التشظي الإجتماعي الى قائد عظيم ؛ يفقه، العهد، و معنى العهد، فقد يكون الرئيس محمد ولد الغزواني ضالة الوطن، نظرا لمعرفته " بمعنى العهد؛؛ إذ يستهلك الرئيس غزواني كلمة " معنى " كثيرا " " ليؤكد للناس مدى إدراكه للأشياء العظيمة؛ فقد إستخدم ؛؛ معنى العهد ؛؛ ليوهم للمتلقي أنه يعي ما يقصد، بوعي وإدراك عميق .
في ذكرى الإستقلال أيضا إستخدم نفس اللفظة ليؤكد للأطياف الإجتماعية أنهم إذا كانوا يرون الإستقلال عن المستعمر من زاوية واحدة، فإن الإستقلال بالنسبة له يحمل " معان أشمل " سيعمل من أجلها حاضرا و مستقبلا.
إنطلاقا مما سبق من حكم غزواني فيم تجلى العهد في أداء ولد الغزواني؟
تجلى" معنى العهد" عند الرئيس محمد ولد الغزواني في الإنفتاح على المعارضة أولا، و في اللقاءات الأحادية مع منافسيه في الإنتخابات الرئاسية ثانياً، ثم غيرهم، وهذا دليل مادي يحسب له في أول وهلة ؛
وتأكد معنى " العهد" مرة أخرى في دعوة المعارضة للمناسبات الوطنية، ك مهرجان شنقيط، وعيد الإستقلال ، ومن الأدلة القطعية لغزواني في هذا الصدد ، فتح وسائل الإعلام العمومية أمام المواطنين جميعا بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية .
والمفارقات أن الخبير بالعهد و معنى العهد؛ مازال يسلك سبيل؛؛ نفس النهج ضد الفئات المهمشة التي وعد بالإعتناء بها والرفع من مستوى أوضاعها المادية والمعنوية ، فقد تم إقصاء الفئة المستهدفة من القطاعات الموجهة لهم أو المزمع أنها " موجهة" لهم بالدرجة الأولى " كالهيئة المنشأة حديثا أو مفوضية الأمن الغذائي ،أو مفوضية حقوق الإنسان ، اوالهيئة العليا لحقوق الإنسان يقول القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي النائب اسغير ولد العتيق .
وعليه هناك أسئلة عدة تطرح نفسها في هذا المضمار: ألم يوجد في أبناء المهمشون من يستطيع إدارة إحدى هذه المؤسسات السيادية، ألم يوجد من بينهم كوادر، أين التكافل الإجتماعي في إدارة هذه المؤسسات السيادية، لماذا إستحواذ جنس واحد على حساب بقية الألوان الأخرى، أليس الوطن للجميع،،والمؤسسات الثلاثة بحجم وزارات للجميع؟
تصحيح المسار التنموي، يستوجب وضع لبنات قوية في قاعدة البيانات ،يمكن من خلالها إتخاذإستراتيجية واضحة المعالم، بينة الخطوات ، تنعكس إيجابيا على فئات عريضة من المجتمع.
مهما يكن فإن الأمل مازال معقودا على رئيس العهد، العارف بمعنى العهد، ، و معنى الإستقلال، صاحب التجارب الكبرى ، العليم بأخطاء أسلافه من الرؤساء ، الأحياء والأموات السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ رغم أن لوحة منصة عيد الإستقلال بأكجوجت، أعطت الصورة المثلى لنوايا الرئيس؛ بيد أن تلك النوايا لا يمكن أن تترجم على أرض الواقع إلا إذا ترجمت الصور الأمامية في كل مناسبة، تدشين، أو ترقية، أو إحتفال طبيعة المجتمع الموريتاني المتعدد الأعراق، حتى الأطفال الذين سلموا على الرئيس في العرض العسكري لم يعكسوا التركبة السكانية للمجتمع الموريتاني ، وهذا خدش ماكان يجب أن يقع في مناسبة عظيمة يشهدها العالم بأسره.
نعم ، مازال الأمل " معقودا " على الرئيس محمد ولد الغزواني مادمنا نعيش في جو من التآخي و الوحدة،و النقاء، إذ لا وجود للمعارضة، كما لا وجود للموالاة، وهذه نعمة قليلة هي البلدان التي توجد فيها هذه الظاهرة.
أملنا أن تظل موريتانيا آمنة مستقرة، وأن يكون الرئيس محمد ولد الغزواني هو المصلح السياسي و الإقتصادي والإجتماعي لدولة لم تعرف حركة إصلاحية ناجحة منذ نشأتها.
موريتانيا متصالحة مع ذاتها تجمعنا/

1. ديسمبر 2019 - 1:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا