بالإرادة والحكمة والرؤية و الصرامة يمكن للرئيس محمد ولد الغزواني أن ينهض بموريتانيا، ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة ، لكن تشكلة الفريق المحيطة به تحول دون ذلك،، والوجوه المتصدرة المشهد اليوم ، وأمس ، وأمس الأول، هي نفسها، أيام، معاوية، و سيدي، ومحمد ولد عبد العزيز،،، وجوه علمتنا كيف نختلس، كيف ندمر مؤسسات، كيف نتلاعب بالأرقام، كيف نتكيف مع الحاكم، كيف نقف في وجه الإصلاح، كيف نحافظ على مصالحنا ؟
كيف نتوقع من رئيس أن ينجح في تطبيق برنامجه الإصلاحي ب " مهندسين " لا يمتلكون من الرؤى، إلا معاول الهدم، والتحصيل، كيف ننتظر من الرئيس محمد ولد الغزواني النهوض بالبلد ب " فرق " لا تفقه إلا التلون، سريعة التقلب، لا تؤمن بالمؤسسات، بالأمس، تجمع توقيعات المئات من النواب ل " رئيس " دس الدستور تحت قدميه، وحفرت معه ل " وأد " الدستور، و هاهي اليوم، تتنكر له، و لم تذكر له حسنة، وهو الذي أكرمها، و أطعمها، وخلصها من الجوع والبؤس والضيم...
السيد الرئيس، الوجوه المتلونة، هي نفسها التي أحرقت الأخضر واليابس، المؤسسات الدولية، قرضت، ومنحت، و أهدت، و مسحت ، حتى إبيضت صفحة موريتانيا من الديون، ثم قرضت ، ومنحت تارة أخرى،و إنهالت سيول الملايير من الدولارات علينا من الدول الشقيقة والصديقة ، و أخرجت الأرض أثقالها من المعادن، وفاضت شواطئ المحيط من الذهب الأسود، و قذفت صحاري الشمال حمم الذهب و المناجم النفيسة، و المتلونون يكدسون في أموال الشعب، و يقيمون مهرجانات التزلف، ومسيرات التقرب في سباق محموم للظفر بأغلى هدايا البلاط.
القلة القليلة هي المستفيدة، لا تدرس أبناءها مع أبناء الفقراء ، ولا تتعالج في مستشفيات الفقراء، ولا تستعمل دواء الفقراء، ولا تدخل أحياء الفقراء إلا وقت الإنتخابات، تشتريهم بثمن بخس، ثم تولي عنهم أدبارها، لتبدأ؛ دورة " التسمين " مرة أخرى؛ التدوير في أعلى المناصب، و أحسنها، وأكثرها عطاء، ويبقى أحياء الضواحي في سبات عميق، و أهل الريف في إهمال أشد، ومايوجد من مشاريع وطرق و مدارس و مستشفيات، متهالك، رث، ورديئ، البنايات تتساقط على وارديها، والطرق أعياها التعب، والمستشفيات وكرا للموت الجماعي.
آه ؛؛ يا بلادي، كم عاقك من أبنائك، ودمرك من قائد، وخربك من متغطرس ، ما أحوجك الى بناء،ما أحوجك الى أناس أتقياء، يكرهون الغبن، وينتصرون للضعفاء ...
آه؛ يا بلادي، أنت فخري، واعتزازي، أحبك لأني ولدت فيك، وفيك عشت، وتربيت، فإذا ما حل بك مكروه، فإني سوف أدافع عن حضنك، عن قدسيتك، في الوقت الذي عبث فيه المتلونون، بقدسيتك؛ ودنسوا أرضك، بخيانتهم النتنة لك، ،،،
ستكون بطلا، إن طهرت البلاد، والعباد من أصحاب الهوى و الملذات، من باعة الضمائر و المتاجرين بالمبادئ والمصالح العليا للوطن.