عن المسيرة أتحدث / محمد ولد سيدي

أعمار الدول ليست مقياساً في التقدم والنهوض بمجتمعاتها نحو الأفضل،  والدول التي تقود مشعل التقدم والنمو، هي دول وليدة، الدول المؤسسة للأتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والأتحاد السوفيتي" روسيا حالياًّ" ،وعلى شاكلتها النمور الآسيوية، وتركيا، وإذا كان فيه من إضافة من القارة السمراء، فإننا نأخذ جنوب إفريقيا ورواندا ،لتبقى شعوب الأمم العريقة مصر واليونان  والهند و الفرس  في المؤخرة، بإستثناء الصين. 

ستون سنة على عمر الدولة الموريتانية، تكفي، لبناء مجتمع،قوي،   و إعمار دولة، طالما أن الثروات موجودة، معادن نفيسة، وشواطئ غنية، وسهول خصبة...

نسير في العقد السابع،  ولا مادة واحدة نحقق فيها الإكتفاء الذاتي،   في الوقت الذي يلوث فيه البعض صفحته " بالهراء "  عن جهل، أو تجاهل، لمستوى البنى التحتية في الدول التي عاصرتنا في النشأة والنشوء، ومتجاهلاً للمستوى المعيشي لساكنة تلك الدول، و التطور العقلاني في مؤسساتها الإجتماعية، بينما مازلنا نحن نرزح تحت نير التراتبية  المقيتة، المعيقة، ومن حين لآخر ندفع ثمن تلك الأغلال المتجاوزة، والسبب بسيط، أننا نتحدث عن " غبن " ، وعن " تهميش "، في كل عهدة،   دون أن نكتشف الحلول المناسبة للقضاء على هذين المرضين ،وبالتالي، فطالما توجد مشاكل في الأكل، ومشاكل في المياه، ومشاكل في الصحة، ومشاكل  في التعليم، ومشاكل في الزراعة، ومشاكل في الطاقة،  فإننا سنظل كما و أننا في العقد الأول من الإستقلال. 

قصارى القول، أن القيادة الناجحة ،تتغلب على المعوقات في  خمس سنوات، وسبع سنوات، وعشر سنوات، في تركيا أنهى أرودوغان الآتوتوركية، ونقل البلاد الى أقوى الإقتصاديات في العالم،  وفي سنغفورة نقل ليكوان يو البلاد من وكر للفساد والدعارة والخطف الى أنجح دولة في آسيا دون وجود ثروات معدنية تذكر. 

وفي رواندا لم تسفر الحرب الأهلية في البلاد خلال منتصف التسعينات إلا عن  تصدر،الدويلة الجريح لمؤشرات التنمية في إفريقيا تحت قيادة مهندس الإصلاح ،ديغول القارة السمراء   بول كاغامى .

النهضة تكون شاملة، أولها التغلب على المشاكل الجوهرية للإنسان، أينما كان،  فهل يمكن أن توجد فينا مدينة، غير نواكشوط، يمكن أن تعقد فيها قمة دولية؟ ،جل التجمعات الحضرية في الداخل بما فيها عواصم الولايات، تفتقر الى مخطط عمراني حديث، فالعشوائية في البناء هي القاسم المشترك،  الفنادق، والملاعب، و دور السينماء، والاسواق، والمتروهات، والمكتبات، و الحدائق، والجامعات، والمطارات، والجسور المعلقة، والشوارع المعبدة ،والطرق السيارة، و الأبراج و المنتجعات...لما توجد بعد في مدننا، فعن أية نهضة نتحدث،  وعن أي إصلاح نتفوه، معشر الكتاب والمدونين، إنه لا تعمى الأبصار، ولكن  تعمى القلوب التي في الصدور ؟؟؟ 

الوطن فوق كل اعتبار.

8. مارس 2020 - 2:09

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا