يلاحظ منذ أيام لدى عدد غير قليل من المواطنين نوع من التراجع فى الصرامة بالأخذ فى احتياطات الوقاية من "نار كورونا"التى هزمت -للأسف الشديد-شَرَّ هزيمة المنظومة الصحية للدول الأكثر قوة و تقدما علميا بالعالم(و إذا ضرب "الإمام" بكورونا فكيف لا تهتز و ترتعد فرائص "المؤذن" ؟!!)؛
و المراقب المشفق على الحالة الصحية بموريتانيا يعيدُ التراجع فى الصرامة فى الأخذ باحتياطات الوقاية بموريتانيا إلى العوامل التالية:
أولًا-النسبة المنخفضة-حمدا لله-لعدد الإصابات بالفيروس مقارنة مع دول المنطقة و هو رقم مطمئن فعلا لكنه يجب أن يدفع إلى الصرامة فى الاحتياطات لا إلى التراخي فيها فالنصر ضد كورونا صبر أسابيع فقط و ما تحقق من محاصرة لانتشار الفيروس راجع بعد عناية الله تعالى إلى احتياطات الوقاية فليس من الوارد التفريط و لا التراخى و لا التخفيف؛
ثانيا -التوزيع الواسع لبعض المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي و التى تَدَّعى حينا أن الفيروس بلغ ذروته و أنه بدأ دورة التراجع و تزعم حينًا آخر أن موسم الحر طارد للفيروس و تنفث طورًا أن الإنسان الإفريقي يحمل "مناعة-حصانة"ضد الفيروس -الشيطان و تنشر طورا آخر مَرَائيَّ من علماء و صلحاء (نجلهم و نثق فيهم ملء الإجلال و الثقة لكن الراجح أنهم لو علموا بأن نشر تلك المرائي-المبشرات قد تنجم عنه شبهة مفسدة التراخى فى احتياطات الوقاية لكتموها) و تفترى أحايين أخرى أن الحكومة خفضت درجة الأهبة و الاستنفار إلى غير ذلك من "مخفضات الهمة و الاحتياط لدى المواطنين"؛
ثالثًا- عدم تناسب الحملة الرسمية و الشعبية للتحسيس و التعبئة ضد كورونا مع "ضعف مناعة الوعي الصحي"لدى الإنسان الموريتاني عموما و سهولة اختراقه من قبل "فيروس الشائعات".
فالتواتر عريض على أن حملة التحسيس و التعبئة لم تؤتِ النتائج كلها المتوخاة منها آيةُ ذلك أن عددا غير قليل من أحياء نواكشوط و عددا كبيرا من سكان المدن الداخلية ما جاءهم "نذير"بخطورة وباء كورونا و هم فى أسلوب حياتهم اليومي لا زالوا ينتمون إلى "زمان ما قبل كورونا".
و إزاء هذا التراجع الملحوظ فى تقيد الموريتانيين بالصرامة فى الالتزام باحتياطات الوقاية و الذى حذرت منه منظمة الصحة العالمية و تتخذ الدول المتقدمة يوميا حزمة إجراءات لمحاربته أقترح ما يلى:
1.ترؤس رئيس الجمهورية لاجتماع -مغطى تغطية إعلامية واسعة- لرؤساء اللجان الأربعة لتقييم مستوى الصرامة فى الأخذ باحتياطات الوقاية من طرف المواطنين ؛
2.تنظيم مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء اللجان الأربعة جيد التحضير و الأخذ باحتياطات الوقاية الصارمة:التباعد و الكمامات مع واسع مشاركة أكابر الصحفيين المشهود لهم بالكفاءة و الاستقامة و الشفقة على الوطن من أجل رفع مستوى الأسئلة و تسليط الأضواء الحمراء على خطورة التراخى فى احتياطات الوقاية(و يمكن -التزامًا باحتياطات الوقاية-اختيار عينة رفيعة المستوى من الإعلاميين لإنعاش المؤتمر الصحفي و استقبال أسئلة عينة أخرى بشكل غير مباشر )
3.رفع درجة التعبئة و التحسيس الإعلامي و الديني و تكليف قوات الأمن و الجيش بالتحسيس الفعال خلال الساعات الأولى لحظر التجول عبر كل الوسائط و توجيهها بالصرامة الخشنة المغلظة اتجاه كل مخالفات الأخذ باحتياطات الوقاية
تلكم بعض المقترحات التى أحسب أنها تفيد فى تلافى ما هو ملاحظ-بفعل العوامل المنوه عنها أعلاه- من تراخى المواطنين الموريتانيين فى الأخذ باحتياطات الوقاية و آخر الكلام أن لا..لا تحلوا أحزمة الوقاية من هذا الوباء الغدار الفتاك حفظ الله منه موريتانيا و بلاد المسلمين و سائر العالمين..