حيوانات موريتانيا السامة / الهيبة سيد الخير

تعيش في موريتانيا حيوانات سامة عديدة، بعضها مميت والبعض الآخر قد يسبب عاهات جسدية او اضرارا اقل خطورة، ومن خلال رصدنا لأضرار تلك الكائنات في مناطق عديدة من البلاد، ودراستنا لتنوعها ارتأينا نشر هذا المقال لإنارة الرأي العام وصناع القرار املا في إيجاد الحلول الناجعة لهذه المشكلة الخطيرة.

يمكن تقسيم الكائنات السامة والخطيرة الي أربع فئات رئيسية:

كائنات مميتة وتضم بعض الثعابين وبعض العقارب والنحل، وكل هذه الكائنات تحقن أنواعا من السموم الخطيرة وتحدث وفيات عديدة؛

كائنات متوسطة السمية وتضم بعض الثعابين وبعض العقارب وهي لا تسبب الوفيات وان كانت قد تحدث بعض الاضرار الخطيرة كالتشوهات؛

أنواع ضعيفة السمية وتضم اغلب العقارب ومعظم الثعابين وبعض قناديل البحر (اللاسعات)، وفي الغالب لا تشكل ضررا يذكر؛

أنواع ضارة لكنها غير سامة وتضم بعض الزواحف وبعض الثعابين وهي غير سامة، لكن لدغتها قد تسبب التهابات بسبب تلوثها ببعض الممرضات، وقد تكون خطيرة جدا خصوصا عندما لا يتلقى المصاب العناية الطبية اللازمة.

أولا العقارب

العقارب كائنات ليلة تنتمي لشعبة مفصليات الارجل وتعيش في المتوسط لأربع سنوات وتضع ما يزيد علي 60 عقربا صغيرا، تعيش علي ظهر الأنثى طلبا للحماية لفترة اسبوع، وتملك موريتانيا تنوعا كبيرا وفريدا منها ،وتمكنت من وضع لائحة لتنوعها اعتمادا علي دراسة ببيليوغرافية ،وتضم اللائحة لحد الساعة 22 نوعا تنتمي لعائلتين و 11 جنسا ومن ضمنها 8 أنواع مستوطنة، ويعود الفضل في دراستها للعالمين Vachon Max و  Wilson R. Lourenço .

هنالك تسعة أنواع سامة ،حيث يمكن ان تسبب الوفاة خصوصا للأطفال والمراهقين وكبار السن، نذكر منها العقرب الأسود Androctonus mauritanicus من اكثر الأنواع سمية   والذي تم التقاط عينة منه في ترجيت باطار ،كما نذكر Androctonus australis  و Androctonus occitanus تم التعرف علي عينة في  ضواحي بوتلميت  ،ونذكر أيضا من الأنواع الخطيرة Leiurus dekeyseri و Buthacus huberi والذي تم التعرف علي عينة في ضواحي تكنت، بينما لا تشكل الأنواع الباقية خطرا يذكر ويجب التنويه هنا انه في أحيان كثيرة تكون اللسعة خالية من افراز السم وهذا ما يفسر سبب عدم حدوث اعراض عند البعض.

إرشادات في حالة لسعة العقرب

تهدئة روع المصاب؛

التوجه لأقرب مركز صحي في حالة الأطفال والمراهقين وكبار السن ومن اظهروا تحسس في السابق للسعة العقرب فالمصل المضاد لسم العقارب ذو فعالية كبيرة؛

وضع كيس بلاستيك يحوي الثلج على مكان اللسعة؛

عدم اخذ المهدئات.

ثانيا  النحل

يوجد نوع واحد وسلالة واحدة من نحل العسل في بلادنا وهي Apis mellifica adansonii وفي الغالب توجد بصورة مستعمرات برية بالآلاف وتسبب وفيات عديدة كل سنة، خصوصا في المنطق الجنوبية والشرقية، بسبب احتواء ابر النحل علي سم فتاك، يعادل في سميته سمية بعض الافاعي، وغالبا ما تسبب العطور تهيج الخلية ويتم افراز فرمونات محرضة علي الهجوم.

إرشادات للتعامل مع لسعات النحل

•     التوجه لأقرب مركز صحي إذا كانت اللسعات عديدة؛

•    ازالة جزء الابرة المتبقي من اللسعة استخدام الملقط اذا كانت اللسعات قليلة؛

•    غسل موضع اللسعة بالماء والصابون،

•    تناول بعض مسكنات الألم، مثل الأيبوبروفين للتخفيف من شدة الألم.

ثالثا قنديل البحر (لحريك)

حيوان من شعبة  اللاسعات، يتحرك ببطء بواسطة انقباضات منتظمة للمظلة القرصية الشكل والجيلاتينية ،وكثيرا  ما يشاهد في سواحلنا علي شكل مجموعات كبيرة، تدفعها تيارات الماء إلى الشواطئ وتسمي محليا بالحريك لأنها تفرز مواد لاسعة شديدة القلوية عن طريق الخلايا اللاسعة وغالبا ما تسبب تهيجات لأنسجة من تلامسه أثناء السباحة ،لذا ينصح بسرعة التصرف قبل الذهاب للطبيب، عن طريق غسل الأماكن المصابة بمياه البحر المالحة (وليس مياه الحنفية)، ثم دهن المكان المصاب بمادة حمضية لتعادل قلوية إفرازات القنديل مثل “الخل”، أو الزبادي.

رابعا الثعابين

الثعبان أو الأفعى أو الحية هو حيوان زاحف من ذوات الدم البارد يتبع رتيبة Serpentes من رتبة الحرشفيات، مغطى بحراشف، يبلغ تنوع الافاعي 3000 نوع، تنتشر في جميع القارات، باستثناء قارة أنتاركتيكا وهي تتواجد بمختلف الأطوال من 10سم للثعابين الصغيرة إلى عدة أمتار لثعابين الكبية، معظم أنواع الثعابين غير سامة، أما الأنواع السامة، فتستخدم السمية بشكل أساسي لقتل الفريسة أو إخضاعها أو للدفاع عن نفسها، لكن للسم دورا آخر لا يقل أهمية، حيث انه يساعد في تهتك انسجة الفريسة مما يسهل عملية ابتلاعها.

بالرغم من عدم وجود دراسة شاملة لتنوع الافاعي في بلادنا، فان لائحة أولية كنت قد اعددتها تشير الي وجود حوالي 30 نوعا، تنتمي لخمس عائلات ويبلغ عدد الافاعي السامة تسعة، ستته منها تتبع لعائلة الافاعي   وثلاثة أنواع تتبع لعائلة الصلال.

عائلة الصلال Elapidae:

تضم ثلاثة أنواع من الكوبرا ذائعة الصيت، كالكوبرا ذات العنق الأسود (لفليج ) Naja nigricollis وتتميز بالعصابة السوداء الواحدة أو العصابتين على عنقها ،ويمكن أن يبلغ طولها من متر إلي مترين ، وسمها من السموم الخطرة المؤثرة على الجهاز العصبي وهذا من شأنه أن يسبب شللاً للجسم مما قد يؤدي إلي  الوفاة ،كما أن لها القدرة علي نفث السم في عيون ضحيتها مما يسبب ألعمي، ولدغتها غير مؤلمة وقد لا يشعر الضحية في الساعة الاولي بأعراض تذكر ، لكن الأمور تتطور نحو الأسوأ وغالبا ما يصاب الضحية بشلل وقد ينتهي بالموت.

تنتشر أنواع الكوبرا الثلاث على نطاق واسع فمن ضواحي نواكشوط والترارة و كوركول وتكانت والحوضين ولبراكنة ولعصابة وهذا علي الأقل من خلال رصد البعثات العلمية و متابعاتي الشخصية الا ان هذه الأنواع بالرغم من سميتها العالية فان اعدادها قليلة نسبيا وغالبا ما تكون بعيدة عن المناطق المأهولة.

عائلة الأفاعي Viperidae:

وتضم في بلادنا ستة أنواع سامة ثلاثة منها تنتشر في جنوب وشرق البلاد نذكر افعي السجاد Echis  leucogaster وهي المسؤولة الرئيسية عن الوافيات في بلادنا لصغر حجمها وانتشارها الواسع حتي داخل المدن فقد رصدتها في مدينة كيهيدي وفي شمال عصابة و سم هذه الأفعى يهاجم الجهاز الدموي ويكسر خلايا الدم وتقدر كمية السم ألازمة لقتل إنسان وزنه 70 كجم بحوالي 40-50 ملجم.

 تنتشر الأنواع الثلاثة الباقية غرب وشمال لبلاد بشكل رئيسي، و نذكر منها أم لقرينات Cerastes carastes تسمى بالحية المقرنة لوجود زوجين من الزوائد في أعلى الرأس تشبه القرنين، وتمتاز هذه الأفعى السامة برأس مثلث عريض وعنق صغير وجسم قصير وغليظ أما الذيل فقصير ودقيق، لها زائدتان قرنيتان قصيرتان فوق قمة الرأس تشبه القرنين من الأفاعي الخطرة وذات السمية الشديدة، كما نذكر أيضا Bitis  arietans وهي افعي كبيرة الحجم نسبيا وشهادتها في مقطع مصور من مدينة افديرك.

بالرغم من عدم وجود دراسات حول الموضوع، او ارقام لعدد الإصابات، فان متابعتي الشخصية لخطر الافاعي ودراسة تنوعها خلال عقد من الزمن، يسمح لي بدق جرس الإنذار لاتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة هذا الخطر.

الإسعافات الأولية عند لدغ الأفاعي

تبدأ بالتخفيف من روع المصاب وتهدئته، ففي حالات عديدة، يكون الفزع أشد إيلاما من السم، ثم يوضع المصاب في وضعية مريحة علي الجنب مثلا، ويربط كامل العضو الذي تعرض للدغ بالشاش، وذلك لتقليل انتشار السم في الجسم، علي أن لا يكون الربط شديدا، ويمكن التأكد من ذلك بإمكانية إدخال الإصبع تحت الربط خوفا من وقف التروية الدموية ، ثم يربط العضو من جديد بعصا لتقليل الحركة ويراعي عدم تحريك المريض خوفا من تدفق السم باتجاه الأعضاء الحيوية و ينقل المصاب إلي اقرب مركز طبي.

خامسا أنواع خطيرة غير سامة

هنالك كائنات عديدة مثل بعض السحالي تكون لدغتها خطيرة بالرغم من عدم احتوائها على السم لكنها قادرة علي نقل ممرضات تسبب انتانات قد تكون خطيرة جدا لذلك يجب طلب الرعاية الكبية الفورية في حالة التعرض للدغتها. 

 

27. أغسطس 2020 - 14:21

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا