هذه،هي موريتانيا / محمد ولد سيدي

 هذه هي موريتانيا ، في ستينيتها،ثروات هائلة، وحدود شاسعة وساخنة، وساكنة قليلة يطحنها الفقر، والمحسوبية، ومنظومة تتلون كالحرباء،تستنزف، خيرات البلد، الشيء الذي أدى الى درجة من السخط، وعدم الرضا، في الداخل تصحبها، نظرة دونية من الشمال و الجنوب في حالة ما وقع أي خلاف مع دول الجوار، ورغم التداخل الجغرافي، وفشل السياسات التنموية التي قيم بها طيلة الستون سنة الماضية، فإن مسلسل الحكومات المتتالية-وجلها، من خلفيات عسكرية- لم تستطع أن تضع البلد في قطار الدول التي قطعت أشواطا متقدمة في التقدم والإزدهار، رغم وجود إمكانيات داعمة،تتمثل في الثالوث:

1- حقول معدنية
2- شواطئ غنية
3- أراضي زراعية أكثر من مساحات دول في الشرق الأوسط وأوروبا فضلا عن توفر الخبرات الفنية، مع أن العامل الأجنبي، الكفؤ، لاحدود له، إذ أصبح هو الديناميك المحرك للأقتصاد العالمي، وعليه فالكفاءة التي يبرر بها البعض السيطرة والنفوذ،و التعيينات، على حساب بعض المكونات التي تواترت الأنظمة على تهميشها، وإقصائها،لم توجد ،أعني الكفاءة، إذا كان أصحاب، هذه، الكفاءة، عاجزين، أن يطوروا، الأقتصاد الوطني، ويعززوا، اللحمة الإجتماعية، ويقضوا على الفساد الإداري، يجب أن نستبدلهم، بكفاءات أجنبية أكثر ،أداء ومردودية، من أبناء لم يستطيعوا أن يحققوا مايطمح له المواطن البسيط، فأبرز الأقتصاديات الكبرى في العالم، تضع الهجرة الإنتقائية، أولوية الأولويات، بالنسبة لها، لأنها وجدت ثمرتها، وأثبتت فاعليتها، أوليس من الغريب أن يكون سينغاليا مديرا فنيا لأكبر شركة لصناعة السفن في كوريا الجنوبية، وأن يصبح سوريا أكبر جراح في أفضل مستشفيات مدينة باريس، أو يصبح مواطن من أصل مالي، رئيسا لفريق البحث في وكالة نازا الأمريكية لعلوم الفضاء؟
وكما قلنا سابقا، فإن السخط من الأداء والغبن،والمحسوبية، أمور أدت بالبعض الى طرح فكرة التمفصل،وهي فكرة، خاطئة مهما كانت المبررات، فهل عوقب صاحبها الأول خلال العشرية، و ماذا تقول المادة الأولى من الدستور في هذا الصدد؟
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ، ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻭﺍﻟﺠﻨﺲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻛﻞ ﺩﻋﺎﻳﺔ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻲ.
النار تبدأ بثقب واحد، يكبر شيئا، فشيئا حتى يصل درجة الخطورة، فالإحتراق، ثم التفحم، والرماد،فتذروه الرياح، الى حد التلاشي...
اهتزت الوحدة الوطنية، مرة واحدة، خلال الستينية الماضية، وبفضل الله، تجاوزت البلاد السنوات السواد، والتنافر، بين التيارات المتصارعة أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
أخطر مايواجهه، بلد ما، هو الدعوات الإنفصالية التي تهدد، الوحدة والكيان، والسلم والإستقرار،،،،
اليوم تزامن دعوة بعض النشطاء الى استقلال الشمال، وإحياء البعض للقديم، المرفوض، استقلال الجنوب، والمناطق هذه، هي البن والرغوة للإقتصاد الموريتاني، وهي أقاليم حدودية، لذا فإن تكرار دعوة الإنفصال من جهات وازنة من الشمال في أواخر العشرية، وفي بداية الخمسية، ليبعث الى القلق...
الوحدة الوطنية هي الضامن الأساسي لحياة كريمة، والعيش المشترك بسلم وأمان، ولكن، ليعلم حكام هذه البلاد، أن سوء التسيير، والغبن والتهميش والفساد الإداري، وتكريس الإقطاع، وتوارث المناصب السامية، وتدوير المفسدين هو ماأدى بالبعض الى هذه الدعوات السلبية، والسبب هو اليأس من تقدم بلد قليل السكان ،كثير الموارد الأقتصادية، ويحتل موقعاً استراتيجياً قل نظيره في العالم، وبالتالي ماكان في الحسبان أن تحل الذكرى ال60 لعيد الإستقلال والبلد يستورد كل قوته من المواد الغذائية الأساسية من الخارج وهو يمتلك أكثر من 165000هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة على ضفاف نهر السنغال ...
ولم يوضع في الحسبان أن تحل الذكرى ال 60لعيد الإستقلال، والبلد يعاني من خلل بنيوي، هوياتي، قائم على هرم سوسيو إجتماعي، متجاوز...
يقول الحكماء، أن كل شيء، يمكن أن يعوض، بإستثناء، الوقت وللأسف ستينية الإستقلال، وقعت إنجازات لا تتماشى وحجم الثروة والإمكانيات وقلة السكان، وتأمين البلد، وأمنه، لايقوم على الطقوس الدينية وحدها، بل لابد من القوة الأقتصادية والعسكرية خاصة أننا بين مطرقتي المغرب والجزائر،فلا بد أن يمتلك جيشنا أحدث الطائرات العسكرية، والصواريخ الهجومية، ولابد أن نوفر لمواطنينا عيشة كريمة، تبدأ أولاً،بالإستغناء عن منتجات دول الجوار من الحبوب والفواكه والخضروات....
شيء، أفضل من اللا شيء، ولكي نكون، ويحسب لنا، ألف حساب، لابد من نهج مغاير، للنهج القديم الذي لم يسفر إلا الى تصدع، وتفشي الخطاب الشرائحي، وفقر مدقع، وتدني في الرواتب، وضعف للقدرة الشرائية، نهج وجدت دول أجنبية عواقبه الوخيمة، كما وجده رؤساء سابقون ملؤوا الدنيا، وشغلوا الناس...
فهل سيأخذ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، العبرة، ويكون ليكوان يو موريتانيا، أو مهاتيرها؟
أعتقد أن مامر من الخمسية ،أقرب هو للتقليد، منه الى تحديث وتركين وبناء، وبالتالي، فإن الأداء يمتاز بالبطء، وشيء من عدم الرضا، يمكن للرئيس أن يتغلب على الأخطاء، والعجز، إذا أصر على الإصلاح، وحارب الفساد حربا حقيقية،عندها يمكن للتعهدات أن تكون لها قائمة

 

28. نوفمبر 2020 - 19:04

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا