بها تبدا إفريقيا جنوب الصحراء، وبها يبدأ الوطن العربي، إنها بلاد شنقيط، موريتانيا حالياً.
كان ينبغي أن تكون موريتانيا مركز التجارة العالمية ،بما أنها تتوسط قرابة ثلاثة مليارات نسمة مابين إفريقيا والعالم العربي، ناهيك عن قربها من أوروبا.
ولما توسطت همزة الوصل كما عرفها المؤرخون، ورحالة الكشوف الجغرافية، حباها الله، بصحاري ،وشواطئ من أغنى صحاري وشواطئ العالم.
حقول المعادن، الشاسعة، وشعب مسلم، لا تعدد مذهبي، ولاديانات أخرى...
فلماذا، الركون، والبقاء خلف الجوار الشقيق، والبعيد الصديق؟؟؟؟
السوق المحلية تغذيها المنتجات الفلاحية المغربية والجزائرية، والبلاد تمتد على أكثر من 600كلم على ضفاف نهر السنغال، لو أن الزراعة وحدها، وجدت الميكانيزمات الضرورية، لأصبحت موريتانيا قطباً تنموياً ،فريداً في شبه المنطقة.
لا تملك المغرب، الثروات الموجودة في موريتانيا، كما لا تملكها السنغال، ولكن، المغرب ،تجاوزت أبجديات التنمية، وأصبحت المزود الأول لموريتانيا وإفريقيا بالخضروات والفواكه، وغير هذا، فبرامج التنمية ،شهدت نقلة نوعية، في شتى المجالات، حتى عادت النخبة في بلاد" جبل الحديد " - موريتانيا- كما سماها، كبولاني لا تتعالج إلا في المغرب، ولا تعلم أبناءها إلا في الأكاديميات المغربية.
اليوم تدشن السنغال قطار TGV أكبر مشروع خدمي في غرب إفريقيا، آلاف الموظفين، وطفرة في المواصلات، وأريحية للركاب، في الوقت نفسه، تبقى محاور طرقية، مابين بتلميت و آلاك ،ونقاط أخرى، تمضي عليها السنوات، وتمر عليها، العهدات، وتنقضي، دون أن تنتهي ، رغم كثرة الموارد، والأموال المرصودة لصيانة الطرق.
الأقتصاديات المتطورة، قطاع الخدمات هو القطاع الأول، عوض الأركان الكلاسيكية القديمة، الزراعة والصناعة والمعادن
،عندما يتم توفير المواد الغذائية الأساسية، ترسم الحكومات، خطط أخرى لتبسيط الحياة، وتشغيل أكبر عدد من المواطنين عن طريق تسهيل الإستثمار للمواطنين والأجانب، وفق مجلة أصوات مغاربية، فقد شرع المغرب في استحداث تقنية عالية السرعة لإنتاج أجزاء السيارات “Speed High XL Presse “ كخط جديد ذو دقة تكنولوجية متقدمة، كخدمة هي الأولى من نوعها في إفريقيا.
وبلغ حجم التصنيع المحلي 63 في المائة إلى حدود سنة 2021 (الهدف 80 في المائة)، حسب معطيات رسمية.
في موريتانيا مازالت البلاد تعاني من مشكل بنيوياتي، ونهج لم يتغير، في جوهره، ومع ذلك نسعى أن نساير ركب الدول التي قطعت مراحل متقدمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولا أحد يجهل الكيفية التي أوصلت دول الجوار وغيرها لما وصلت له من بناء وتعمير وتركين...
وبينما البلاد، تشهد تأسيساً،جدبداً،للجمهورية، انطلاقا من خطاب فخامة رئيس الجمهورية في مدينة وادان التاريخية، فوجئ الرأي،العام بسيدة تشتكي من نفس الداء الذي حذر منه في وادان وفي مهرجان الإنصاف الذي مازال في الأفواه والشفاه وحال المواطنين يرثى له،سواء العامل البسيط، أو العاطل، فلا الذهب عاد على المواطنين كما عاد النفط والغاز على دول الخليج مثله في ذلك مثل الحديد والنفط والسمك،ليعود بنا حديث السيدة الى النقطة الأولى من خط الإنطلاق والإقلاع.
المركب يسير ،بشكل دائم، ويكون به خلل، فترة طويلة، ولكنه، في يوم من الأيام، إذا تم تجاهل الخلل، لما يعد للربان من حالة يومها لإنقاذ أنفسهم من السقوط .
يجب تغيير النهج، وإذا لم يتغير، فإن المحاكاة، عقبة كأداء أمام أي تقدم وتطوير.