يوجد عمق، عربي، وإفريقي، ويترسخ هذين العمقين، أكثر، فأكثر، في الثقافة والعادات والتقاليد، وحسب الثنائية التي تقسم المجتمع طبيعيا من قبيل، لكور والبيظان بصرف النظر عن ألوانهم ،عامل التواصل مع دول إفريقيا جنوب الصحراء، عن طريق نشر الدين، والمبادلات التجارية، أدى الى وجود جاليات كبرى، في السنغال ومالي وغامبيا وغينيا كوناكري، وغينيا بيساو، وساحل العاج، ومالي، وآنغولا، ودول إفريقية أخرى، وبما أن السنغال هي المدخل للقارة السمراء، ونشترك معها بحدين طبيعيين، علاوة على اواصر الترابط الروحي الضارب في القدم حيث نفس الطرق الصوفية والمذهب المالكي، فإن نسبة كبيرة من مجتمع السوشا ميديا، وغيره يميلون إلا السنغال، ولهم الحق في ذلك، ناهيك عن أن السنغال مدرسة كروية، وبعضهم لا ينظر إلا الى اللعب النظيف الذي أوصلهم الى المباريات الختامية.
مصر هي الأخرى،مدرسة كروية عريقة، لا تقل، عن عراقتها التاريخية، لأن قوة اللاعبين المصريين، وازت، قوة ،مقاومة الأهرامات لعوامل التعرية عبر آلاف السنين، ونتيجة لذلك، فالطبيعة لها دورها في التأثير إيجابيا على الفرد والمجتمع ،وكانت النتيجة المتوخاة من قوة بناة الأهرامات أن يكونوا الأكثر تتويجا بالكأس الإفريقية رغم كل عوامل المناخ ورداءة الملاعب وسوء التحكيم أحايين أخرى، وبما أن التجارب لها دورها في المناسبات الرياضية الكبرى، فضلا عن عامل الخبرة، وقوة الشخصية، والمعنويات المرتفعة، وإزاحة أقوى الفرق، الكروية في الكؤوس لإفريقية، فالفراعنة في النسخة الحالية من كأس الأمم الإفريقية لعبوا 360دقيقة في ثلاث مباريات متتالية، وظفروا بها، ساحل العاج، والمغرب،والكاميرون.
لايمكن أن ننسى الدور الكبير الذي قدمته مصر وتونس، لموريتانيا إبان استقلال الدول عن المستعمر.
قلة أولئك الذين ينظرون الى الكرة من زاوية لونية، وذلك قمة في الجهالة، فالكرة لعب، ومهارات فردية، ولعب جماعي، وأنى كان الحظ مع فريق، سيكون النصر حليفه.
فاينال كأس الأمم الإفريقية، فينال مدرب واحد، ونجمي فريق واحد، ونجاح أيضا لمدرب محلي هو عليون سيسى، مدرب المنتخب السنغالي، بيد أن للخبرة دورها الحاسم، ومن له أرصدة، أقرب لمن يسعى أن يكتب التاريخ بأحرف من ذهب، فهل ستضع الأسود حداًّ،للنحس والخيبة في مباراة الفينال للمرة الثالثة؟