توطئة: رئاسة المجالس العليا، والفوز بالصفقات الكبرى، وخلق رجال أعمال من أبناء المهمشين هي أبرز التحديات في وجه الإنصاف
المقال..
صادق مجلس الوزراء أمس الثلاثاء الموافق 15/3/2022 على خطة الإنصاف واللحمة الاجتماعية (إنصاف).
من أجل تفعيل خطابي رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني ومهرجان وادان لتعزيز اللحمة الاجتماعية والمواطنة، وهي خطة تضع الإنصاف في فرص الحركية الاجتماعية وتساوي الفرص والجدارة في صميم العمل الحكومي.
وهذا بحد ذاته مهم جدا، ويتزامن مع عقد حركة إيرا مؤتمر حول العبودية في قصر المؤتمرات بمباركة ،من الحكومة ،بل ومشاركة بشكل " فعال " ووازن، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على انفتاح ولملمة الجراح الخائرة والعمل على تضميدها.
بيد أن الإنصاف لا يعني الإعتراف بوجود بقايا من الغبن، بل إن أشد أنواع الإقصاء، والحرمان، تكمن في الحد من اعتلاء رئاسة المجالس العليا، والحصول على الصفقات الكبرى، وعدم خلق رجال أعمال ممن هم معنيون بالإنصاف من الطبقات التي ظلمها التاريخ، وهمشتها الأنظمة السابقة .
أعتقد أن المعنيين بالإنصاف، لايشكل تواجدهم في رئاسة المجالس العليا نسبة معتبرة، وإن وجدوا- وهم فعلاً،يوجد منهم- شذرات- ليسوا بتلك الدرجة من الكثرة، فالأغلبية عادة في المجالس العليا، من الطبقة الأستقراطية، وهذا طبيعي، وبما أن الحياة تغيرت، وجميع مكونات المجتمع كثر فيها التعلم، ونسبة المتعلمين، و حملة الشهادات، العليا، فإن حث الحكومة، الحكومة، على تفعيل الإنصاف يجب أن يكون فرصة لإعطاء برنامج تعهداتي رافعة أكثر، خاصة أن الإنصاف يشكل أقوى اللبنات لتقوية اللحمة الإجتماعية التي عانت من هزات عنيفة مازالت آثارها أقوى من أن تمحى من الذاكرة.
كم هو جميل أن نسمع ، بأن( X )المنحدر من طبقة هشة فاز بصفقة عشر أو ست أو مليار واحد فقط لبناء معهد أو تزويد مدينة بالماء الشروب؟
وكم هو جميل اعطاء نسبة من الفائزين في امتحانات التوظيف للمهمشين؟
وكم هو جميل أن يكون قرار الإنصاف هذا مضمضمة لكل القرارت التي جاءت قبله ولم تفعل كما يجب؟
لقد تم انصاف كتاب ومدونين همشوا في الفترات الماضية، لم يتذوقوا طعم النكبات وتعاسة الحياة، إلا أنهم وجدوا أيادي طولى، ألحقتهم بركب القطار، في حين بقي آخرين على قارعة الطريق الى حين كتابة هذه السطور،فهل ستطالهم سهام اللفتة " الحادة " أم أنهم سيبقون في انتظار، منصف آخر؟
الإنصاف متعدد الأوجه، متشابك المجالات، إذا سلك الطريق السليم، وصل قطار النمو والتقدم الى أبعد الحدود، وإذا انحنى عن جادة الطريق، فإن التعثر سيكون سيد الموقف كما هو حال تجارب ماضوية أخرى.
خلاصة القول أن الحكومة، ترشد الحكومة على الإنصاف، والكرة في مرمى الحكومة، ونحن هنا، نراقب المسار،والأفعال الجادة، تصديق لحسن النوايا .
إننا في عالم متغير، ومتحور، تغزوه الأزمات، والكوارث، في كل ركن من الكون، الأقوى فيه، الأقوى إقتصاديا، واجتماعيا ،وهنا أعطت الولايات المتحدة الأمريكية المثال الحي في زلزال الإنتخابات الرئاسية الأخيرة بين الرئيس المتهور دونالد ترمب، والديمقراطي جو بايدن، حيث بدت للعالم قوة تماسك الشعب الأمريكي ،ونخبته السياسية .