الذي يتابع ما يجري في فلسطين المحتلة وبالذات في قطاع غزة من عدوان صهيوني مدمر لا يمكن إلا أن يتساءل بمرارة كيف تتحكم حفنة من اليهود عليهم لعنة الله في مصير قرابة نصف مليار من البشر هم سكان الوطن العربي وأكثر من مليار من البشر هم نسمات العالم الإسلامي.
عدة ملايين من الغرباء احتلوا أرضا عربية إسلامية ودنسوا مقدساتها وعاثوا فيها فسادا وعملوا على تغيير معالمها وجعلها أرضا يهودية ونحن ننظر بأم أعيننا دون أن نحرك ساكنا غير الشكوى إلى آمريكا القاعدة الخلفية للعدو والتي تسهر على حمايته وتزويده بآلته العدوانية الفتاكة علها تشفع لنا عنده..
إلى متى تستمر هذه الوضعية الشاذة والمهينة والمخجلة؟..لا تنقصنا الطاقة البشرية نحن نصف مليار من البشر ..ولا ينقصنا المال أرضنا متخمة بالمال وخزائننا متخمة بالمال وخزائن أعدائنا متخمة بأموالنا.. ولا ينقصنا العتاد فنفقاتنا العسكرية لاحدود لها فلماذا هذا الصمت المشين الذى يصل حد التمالؤ..صدقت ياربى جل جلالك فى علاك وبلغ رسولك الكريم (وترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )لا حول ولا قوة إلا بالله كأن هذه الآية نزلت للتو. كنا نلقى التبعات على كاهل الحكام ونتهمهم بالعمالة _وهي اتهامات لها مايبررها_واليوم زال بعض أولئك الحكام بفعل ثورات الر بيع العربي فماذا تغير تجاه القضية الفسطينية؟..فالعدو مازال يصول ويجول فى عربداته ضد أهالينا فى فلسطين ونحن نندد ونستنكر و و و .........حسبنا الله ونعم الوكيل..هذا يذكرنى بالوضع إبان حرق الصهاينة المسجد الأقصى أواخر ستينات القرن الماضى وضعت القوات الإسرائيلية فى حالة استنفار شامل وشكلت غولدمائير رئيسة وزراء العدو غرفة عمليات متقدمة..وعقدت مجلس أمن مصغرا فى انتظار الجيوش العربية وقالت وفرائصها ترتعد:انتظروا قليلا إن تحركت الجيوش العربية فإن إسرائيل ستصبح فى حكم الماضى وإن تحركت الآلة السياسية بالشجب والإستنكار والتنديد فإن ذالك يعنى أن إسرائيل باقية إلى الأبد. كان تخمين العجوز الصهيونية فى محله وبدأسيل الإدانات فضحكت وقالت للمجتمعين أبشروا إسرائيل لم تعد تخشى على مستقبلها. اليوم يعيد التاريخ نفسه ويتخذ نتنياهو من الدم الفلسطيني مطية لحملته الإنتخابية..ونندد نحن..حسبنا الله ونعم الكيل..حتى العلاقات الديبلوماسية نعجز عن قطعها مع العدو_باستثناء موريتانيا طبعا فقد قطعت علاقاتها مع الصهاينة وجعلت مكان سفارتهم طريقا يمر منه المارة_ولو استثمرنا مافى خزائن حماة إسرائيل من آمريكيين وغيرهم من أموالنا فى الضغط لكفروا بإسرائيل لأن مصالحهم غير قابلة للتهديد. ولا يتوقف تخاذلنا المخجل عند هذ الحد ولا عند رفضنا لتسليح المقاومة بل يتجاوز ذلك لإحباط نشاط المقاومة الفلسطينية ومحاولة تجريدها من سلاحها بل وحصارها حتى لا تمتلك أبسط مقومات الدفاع عن نفسها. لقد أعطتنا المقاومة الفلسطينية درسا بليغا سبق وأن أعطاه لنا الشهيد البطل صدام احسين وهو أن هزيمة إسرائيل ممكنة إن قررناها نحن..لقد جعلت صواريخ العراق الإسرائيليين يعيشون تحت الملاجئ فتآمر الجميع على الجيش العراقي ودمروه وسلمو االعراق للأجنبي واليوم تجعلهم المقاومة الفلسطينية يعيشون تحت الملاجئ بإمكانياتها الذاتية المتواضعة فكيف لو وضعت الجيوش العربية فى حالة تأهب حتى ولو لم تتحرك. ثلة من اليهود الصهاينة غرباء وجبناء ولا يتحملون الموت كما رئينا يعيشون وسط نصف مليار يحتلون أرضنا ويدنسون مقدساتنا ويعيثون فيها فسادا..ونندد نحن.