خلق معارضة بديلة، أصبحت بادية للعيان، هناك فراغا، ميدانيا، أدى الى بعد الأحزاب من المواطن ،وهذا هو، مكمن الخطر، لقد سيطرت المصالح، الضيقة، على مطالب الأحزاب و لم يعد للرقابة والضغوط من وجود البتة، وهل للمنتدى من وجود ،إذاعلمنا أن روافد المنتدى هي من تقود شعلة حزب الأتحاد ؟
أعجبني دهاء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في هذا الجانب، بيد أن هذا الأسلوب ،التكتيكي، يجب أن يستخدم في أداوات،أخرى ذات بعد "فني " أكثر مردودية من الناحية الأقتصادية، حتى تشغل الحرف والوظائف ومتطلبات السوق، الناس ،عن القيم النتنة الغارقة في هضاب الزمن السحيق، لأن استغلال الوقت ، أفضل من البطالة والفراغ والملهاة التي غالبا ما توقع السفينة في بحر من الوحل، وتلك هي الكارثة، مرة أخرى، حبذا إذا أعلنوها في البيان الختامي للحوار، المزمع، الإنصهار في كتل حزبية موالية، ولكن.يجب أن ..يتفقوا على مقاربة واضحة المعالم سريعة الخطوات، تحفظ الشرف، والعيش الكريم للمواطن ،من بين ماتنص عليه مسودة الوحدة والتفاهم، عقوبة الإعدام والسجن مدى الحياة على كل مختلس اختار نفسه عن المصلحة العليا للوطن...
إن الإستقرار نعمة، يجب استثمارها مع وتيرة الزمن، وللأسف فآليات الإستثمار في "البشر" والحجر" طيلة الإستقلال لما تأخذ المنحى المنشود، وبالتالي بيقت الأمراض الإجتماعية سرطانات توشك أن تتشعب داخل الجسم المجتمعاتي،بالأمس رفع لحراطين رايات الغبن، ثم تلاهم لمعلمين، واختتم إيكاون مهرجان المعاناة وبات الشغل الشاغل للمواطن اليوم، الحظرة الظافية، ماديا ومعنويا، الى جانب أسياد الأمس، وبدل الإنشغال في الأوراش والتثقيف ومحاربة الفساد، بات أكثر الحديث عن اللونية، الناتجة عن سببين اثنين:
1- إما عن طريق نزر من المتمصلحين الضيقي الأفق، ضيقي المساحة يريدون شغل الغير ليستمروا في الريع، وهذا الصنف غالبا ما تكون عليه هذه النظرة وبالاً نهاية المطاف.
2- وإما عن طريق فريق آخر بدافع الإحساس والوعي والإلمام والإيمان بشمولية المسؤولية الدينية والأخلاقية وضرورة التكافل الإجتماعي.
ولئن كان المجتمع الشنقيطي، كغيره من المجتمعات المتخلفة، ذاق مرحلة من المؤسساتية الضاربة في القدم، وتوارثتها الأجيال، بحلوها ومرها، فإنه واكب أيضا عصر الحداثة، والتحديث، ك..غيره من مجتمعات الكون، مابعد عصر الكولونيالية، وهنا مربط الفرس، المحافظة والتطور ومعضلة التراث، بسلبياته وإيجابياته، لأن نظام الدولة جمهوري، في نفس الوقت هناك اعتراف بالإمارة في المجتمع التقليدي، دون أن يكون لها حدود جغرافية، أو ذات شكل كياناتي، وما يبعث الى الإستغراب، هو تخليد الأعراف في مناسبات المآتم، وبحضور، رسمي، وأنى كانت الإمارة، يكون للشجيرة الإجتماعية أغصان وجذوع وجذور ،هذا لم يمنع من التعايش في بوتقة واحدة، ومناخ نقي، خال من التجذابات الساخنة أحيانا، الى درجة الميل الى البذاءات اللفظية الموغلة في فحش الكلام من شتى الأطراف والألوان،لما أدرك أصحاب المظالم التاريخانية ،مالهم، وماعليهم من واجبات ،تجاه الوطن ،،،،،
هذا وقد أدت ثورة الرقمنة الى زيادة الوعي، واتساع دائرة نقل المعلومة مما ساعد الى تنامي الخطابات الشرائحية المتوهجة الثائرة على آلام حقب ماضوية، لم يكن لجيل اليوم لها من سبيل، لذا أدى الفراغ وضعف الحكامة الرشيدة، أمام تسونامي التحرر من الأغلال القديمة الى كثير من التشنج المفعم بالإنتقام والعدوانية أحايين أخرى، وانطلاقا لما يلعبه التراث من دور وتداعيات في المؤسساتية الإجتماعاتية لابد من التوقف عند جملة من خيوط التلاقي والترابط بين المكونات، سواء من ناحية الوعي، أو من ناحية العطاء والتكامل، فقد علمتنا مدرسة الحياة، أن المدرسة الجمهورية لا تميز بين الأمير والعبد وإيكيو والصانع التقليدي وآزناكي والصياد والدباغ، كما علمتنا مدرسة الحياة أن الطبيب يعالج الجميع، وعلمتنا أيضا أن الدين ليس حكرا على ازوايه من العرب من الزنوج من لمعلمين،...وعلمتنا أن لغن وإن كان بالأمس خاص بإيكاون، فإنه اليوم أصبح هواية وتخصص وقد سحب ممتهنو فن " بنجه " من مكونتي لحراطين ولمعلمين البساط من إيكاون في المناسبات الشعبية، وعلمتنا مدرسة الحياة أن السلاح لم يعد للعرب وحدهم بل أضحى قاسما مشتركا بين كل أبناء الفسيفساء الإجتماعية،إن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن مؤسسة التراث جامعة للكينونة الإجتماعية، بصرف النظر عن الفوارق، وعليه فقد باتت هذه الفنون الصناعة التقليدية والغناء هواية أكثر منها، حرف ومهن تخص شرائح بعينها، ولو أن حقل الثقافة أنشأ كلية للفنون الجميلة لخرجت مواهب لاتمت الى الصناعة التقليدية، ولا الى الغناء بصلة كما هو الشأن في البلدان العربية والغربية.
كل تلك الإستبيانات لا تعني أننا من هواة المحافظة على السلم التقليدي لما لها من براثن نتنة أحيانا ،إلا أننا أيضا نؤمن بقوة التراث ولا يمكن لأي مجتمع أن يتحرر منها، لابل إن من الدساتير ماهو قائم على العرف والتقليد ،وعليه فقد وجدنا ذواتنا في كارفور " أبراد " و كارفور " الراحلة، و كارفور المعرض و كارفور الدايات الثلاثة.
يجب أن نواكب المسار، العلمي، بتعقل، وتكتيك، تكنيكي ،فذلك أنجع للسفينة من الغرق،طالما أن المعرفة لم تعد تقتصر على عنصر،معين، وطالما أن كل العناصر بصرف النظر عن منزلتها في العقد الإجتماعي ، تسعى أن يكون لها قدم في الريادة عن طريق الثالوث : المال والنفوذ والقيادة بعيدا عن الفهم السطحي لجدلية هيغل بين السيد والعبد ومن الحكمة أن نرى في جدلية هيغل قراءة، لفهم الصراع الطبقي في ظل الوطن الجامع، والعالم الملغوم بالصراعات والحروب والهيمنة،حتى نعبر الى بر الأمان ،ليعلم الكل، أنماكان، بالأمس، لم يكن اليوم ...