إذا كان الجواد، غير قابل لخوض النزالات المثيرة، فمن " الإنصاف " استبداله، بآخر، أكثر قوة، وقدرة على خوض غمار المنافسة.
وقبل الخوض في سيناريو الحدث العظيم، في ظل مطبات، جهوية، واستقالات، أثرت على المشهد العام، فإنه يمكن القول أن تغيير اسم الحزب الحاكم، خطوة تأخرت، والآن، بما أنها وقعت في منتصف الطريق الى العهدة الثانية، فإن اختيار الرئيس الجديد للحزب السيد محمد ماء العينين ولد أييه وزير التهذيب وإصلاح النظام التعليمي، يعتبر إضافة نوعية، وخيارا موفقاً، ودونما اطناب في شخصية، الوزير الناطق باسم الحكومة، فإن الهدوء والكياسة و الحكمة،خصال يمكن أن تذيب الجليد بين المناطقية الجهوياتية التي كادت تعصف بالحزب في الآونة الأخيرة.
تحديات ودلالات المولودالجديد ،حزب الإنصاف:
إن أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الجديد لحزب الإنصاف،، حزب حزب الأتحاد من أجل الجمهورية سابقاً،تكمن في:
1 - فيلق المستشارين الذين لم يثبتوا قدراتهم في ردم الخلافات البينية.
2- القدرة على معاقبة المخالفين لقوانين الحزب الحاكم، والتعليمات الصادرة عن الحكومة التي هو،أي الحزب الحاكم، الرافد الأول لها من الأطر والوجهاء والكوادر،إذ أن رئيس الحزب السابق ولد الطالب اعمر، ومستشاريه هم أول من ضربوا بقرارات الحزب الحاكم، وسياسة الحكومة، الإصلاحية، عرض الحائط، فقد شوهدت قوافل قبيلة قام بها مستشارون جابت مقاطعات اركيز وبتلميت وواد الناكة، كما قام الرئيس السابق لحزب الأتحاد من أجل الجمهورية، حزب الإنصاف حاليا، بمبادرة لطي صفحة مع احدى المكونات الإجتماعية، فهل سيتمكن الرئيس الجديد لحزب الإنصاف بمعاقبة الصقور إذا ما خالفوا أدبيات الحزب وقرارات الحكومة التي ستعزز دولة القانون وتقضي على الثالوث المدمر: الجهوية والقبلية والإقصاء؟
3 - أن رئيس الحزب الجديد،معالي الوزير السيد محمد ماء العينين ولد أييه من حسن حظه، أن اسم الحزب، حمل مضمون خطاب وادن التاريخي، واسم مشروع صحي، من مشاريع برنامج تعهداتي، وبالتالي فلئن كان الإنصاف قد شل، في هاتريك السنوات الماضية، بسبب تباطؤ تنفيذ حلقات مهمة من برنامج فخامة الرئيس محمدولدالشيخ الغزواني، فإنه من الآن فصاعدا، يجب أن لا يكون التباطؤ والتعثر والعجز مكانة في مرحلة " التضميد " هذه، مرحلة الإصلاح، والتنفيذ ،وهي مرحلة تتطلب أدوات مغايرة للنهج القديم، وأساليب مخالفة لمراحل الحكومات الثلاثة الأخيرة...
4- أنه من التحديات المطروحة للرئيس الجديد لحزب الإنصاف، هي أن لا يكون هناك ممن هم أكثر انصافا على حساب من هم أقل إنصافا وهنا جاءت تغريدة وزير في حكومة القرب شاهد عيان على عدم تنفيذ مدلول الإنصاف من الناحية الجيو إجتماعية وذلك في مباركته لرئيس الحزب الحاكم الجديد، وللحكومة والشعب نص التغريدة:
حزب "الإنصاف"..مبارك للحزب و لرئيسه الوزير ماء العينين ولد أييه و لمناضليه..
الإنصاف هو الحل فعلا لبلد من أعتى أمراضه "الغبنُ".
المختار ولد داهي، وزير الصحة.
لقد جاءخطاب وادن التاريخي، ومنه ولد حزب الأتحاد من رحم، ثوبه الجديد ،حزب الإنصاف، لإنصاف المغبونين الذين ظلمهم التاريخ وهمشتهم الأنظمة المتعاقبة،للقضاء على الغبن والإقصاء والتهميش والحرمان والحد من تمكين أبناء النافذين من الطبقة الأستقراطية من أجل خلق مجتمع منسجم ومتصالح مع ذاته، ولكن، للأسف غلبت الدعاية على الواقع وبالتالي فالمطلوب اليوم استراتيجية سريعة المعطى ،خاصة أن الدول والأمم في سباق محموم نحو التقدم والرخاء والإستقلالية بعضها عن بعض خاصة في فترات جائحة كورونا وأزمة الغذاء العالمي بسبب حرب أوكرانيا وروسيا .
5 - إن اختيار شخصية من الشمال دون النظر الى البعد الأيديولوجي، أو الجهواتي " فكرة تنظيرية" صائبة، وإن كانت العبرة في الإنجازات أكثر من المنصب، فلا قيمة لمدى طول الجلوس إذا كان الأداء أبطأ من المتوقع، فقد علمتنا سيرورة الأحداث أن نجاح الأحزاب الحاكمة، و الأنظمة، مرهون بالقدرة على تخطي الصعاب، وتطبيق البرامج التنموية على المدايين المتوسط والبعيد .
6 - من أبرز التحديات المطروحة للرئيس الجديد، أيضا، معضلة الحوار السياسي، المتعثر، واستئنافه ،مع تقديم تنازلات مشتركة، يعزز من التجربة الديمقراطية في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ،ويفتح آفاقا جديدة للمستثمرين.
إن اختيار اسم جديد، للحزب الحاكم، حزب الإنصاف،فكرة، تصحيحية، وعرف دأبت عليه مختلف الأنظمة عبر التاريخ، ولو أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أنشأ حزبا جديدا، أو غير اسم الحزب الحاكم، فور توليه رئاسة الجمهورية، لما وقعت البلاد في صراع على المرجعية، فأنى كان الرئيس، تكون الموالاة...
مبروك لحكومة القرب، ولرئيس حزب الإنصاف، وللشعب الموريتاني، وأملنا أن تكون السنوات الخمس، سنوات خضر، يأكلن، عقود عجاف، وأن تكون حلاًّ للمعادلة الصعبة، دولة غنية وشعب فقير، الى دولة غنية وشعب ثري...