تنصب مبادرة لا للإباحية نفسها منذ مدة رقيبا على المجتمع بإرهاب فكري قل مثيله وكانت آخر خرجاتها رسالة تهديد ووعيد لعدة فنادق في نواكشوط تأمرها فيها بضرورة فحص شهادات زواج الأجانب قبل السماح لهم باستئجار غرف. مهلا يا هؤلاء!
لقد كنا قبل أموال الخليج وقبل نقاب الخليج وقبل وهابية الخليج مجتمعا مسلما يحترم للآخر خصوصيته ولا يرى في المرأة أداة جنسية كما ترونها بل يراها أما وصديقة وأختا وزميلة، ليتغير كل هذا منذ اليوم الأسود الذي طلعتم علينا فيه بشعاراتكم التي لا ترى في المرأة سوى شيطان ينبغي تصفيده والتي لا تجد ما تخدم به المجتمع سوى شن الحرب على الاختلاط في الأعراس والمدارس وسحب البساط من تحت الموسيقى لتترك الأشرطة حكرا على مشاييخ الوهابية.
سادتي لن تجعلوا منا دولة طالبانية ولا وهابية كبعض الدول التي لم تجن من تطرفها سوى صناعة الارهابيين وانتشار زنا المحارم واغتصاب الأطفال وحيث المرأة مجردة من جميع حقوقها بما في ذلك حق سياقة السيارة وحيث ينظر إليها ككائن عليه أن يظل ناقص الأهلية مهما أوتي من علم ومهما بلغ من العمر.
إن اختصار الأمر بالمعروف في التدخل في خصوصيات الآخرين والتضييق على الحريات الفردية وتحريم الفنون الجميلة هو أمر مردود على أصحابه.
لماذا لا نسمع هؤلاء ينددون بالأدوية المزورة التي تقتل سنويا الآلاف في مستشفياتنا؟ لم لا يتحدث هؤلاء عن ثرواتنا التي تنهب يوميا؟ عن الآلاف الذين لا يملكون فرصة للتعليم؟ عن الظلم والتهميش الذي يعاني منه جل مجتمعنا؟
إن كل همهم وهوسهم أن إحداهن أظهرت ساقها أو بعضا من شعرها أو أن أحدهم اختلى خلوة غير شرعية بإحداهن.
إنها قلوب مريضة ترى الجنس في كل شيء وترى الشهوة في كل مكان.
غضوا أبصاركم وأصلحوا قلوبكم وساهموا في بناء وطنكم بما يخدمه وسخروا طاقاتكم لرفع الظلم عن المظلومين واتركوا الناس وشأنهم فلن تقبروا معهم في قبر واحد.