ترجلت من جواد الكرامة والتضحية، ترجلت من آهات وآلام الثكالى والمسحوقين... "تشافيز" غادرتْ روحك لتستقر في قلوب الملايين، بكتْ ومشتْ وعلتْ الصيحات وقطرت العيون دموعا لونتها ثورتك البوليفارية.
تشافيز اعذرني فقد كنتَ بعيدا عن المنكب البرزخي مسافة لكنك كنت الأقرب إلى عقولنا وقلوبنا التي أسَرتها حين تغنيت بآلام المستضعفين وصدحت ضد الامبريالية وغطرسة العم سام. آه حين نبكي فيك المعتصم يوم ناديتَ أن أخرجْ عنا يا صهيون، ويوم حطت طائرتك في بلاد الرافدين وضن أبناء العمومة. لم ترحل، لأن ثورتكَ حفرتَ لها بعيدا فهي كانت صادقة من قلب إلى قلوب مكسورة قومتَ أنت اعوجاجها وأعطيتها من مسيرتك أكسيرَ حياة. سيموت ذلك الضمير الحي الذي ناديته ـ إذْ طرقَ أبناءُ تغلب وبكرـ طالبا إياه جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة العدل الدولية ووصفتَ العالم بالعبثي حين برر جرائم الاحتلال بالدفاع عن النفس. رفيقي لم أكن يوما يساريا ولا ثوريا بقدر ما أنا عليه يوم استمعتُ إلى خطاباتك وتابعتُ حلقات من برنامج "آلو الرئيس"، بصدقْ جسدت صوت الشعب. لم تكن رئيسا للفقراء بقدر ما كان للفقراء رئاسة ومنبرا ومدافعا وحاملا للهم وباحثا عن البسمات يوزعها يمينا وشمالا. كم تمنيت لو أنجبت بلادي قائدا مثلك يعي همسات وأنين الطبقات المسحوقة لا يأخذها مجرد بطاقات انتخابية. آه يا شافيز لم يطفئ موتك مشعل الحرية، مشعل بوليفار الذي أوقد الثورة وأشعل الحرية في أصقاع العالم. نم قرير العين فالرداء الأحمر سيظل مبسوطا، ونساء بوليفار لن يرتدين السواد لأن جذورك ستظل راسخة كما أهرامات مصر ومنارة شنقيط.