لا حرج في أن يلعب الممثل دور الشرير في مسرحية ويلعب دور الملاك في أخرى.
فالمتفرجون يعلمون جيدا ما يحدث وراء الكواليس وفي غرف الملابس.
فرنسا هي الامبراطورية الأكثر قذارة في توظيف المخاوف لترسيخ هيمنتها وحضورها في مستعمراتها السابقة.
لذلك ظلت حريصة على توفير الملابس خلف الكواليس.
أما السيناريو فهو المسؤول عن خلع ملابس هذا أو ذاك على جسد الممثل المناسب لملامح المرحلة.
خطوة واحدة نحو التعريب كانت دائما كافية لخروج بطل جديد في مسرحية جديدة.
عزيز الذي لعب دور العنصري الرافض لحركة فلام في أوج توبتها و أوبتها هو ذاته من سيلعب دور الحليف في السيناريو الجديد.
عزيز الذي رفض الترخيص لحزب " القوى التقدمية للتغيير" في دولة ديمقراطية يتمتع بكامل قيادتها، هو ذاته من يتحالف مع ذات الحركة ل " استعادة الديمقراطية" في موريتانيا.
لا يهتم الممثل للدور المناسب وإنما للأجر المناسب لتاريخه كبطل قادر على تقمص كل الأدوار وتغيير ملامحه حسب ماتقتضيه مصلحة المنتج .
فدور" الزعيم " في المخيال العربي هو دور مدبر من طغمة باحثة عن ممثل لدور الزعيم.
ما علينا فعله هو التراجع عن إصلاحات التعريب وليس مناقشة الأدوار في سيناريو المسرحية.
ما علينا فعله هو العودة للوراء والرضوخ لمخاوف التقسيم والسلم الأهلي، لا لشيء غير أن عزيز يريد تسوية شخصية أو أن فرنسا تريد تأديب الضاء.
لقد صلى عزيز صلاة الغائب على ضحايا 89 ودفع من اموال الموريتانيين لتسوية ملف " الإرث الإنساني".
لقد صلينا جميعا صلاة الغائب على أرواح شهدائنا، لكننا في كل مرة نكتشف أن هناك من صلى دون طهارة ولا نية.
ما يقوله الحال على لسان الموريتانيين اليوم، هو أن القضايا الوطنية تناقش تحت ظل شجرة في موريتانيا ولا تناقش في دهاليز السياسة بفرنسا.
وأن القضاء الموريتاني هو من سيقول كلمة الفصل في قضايا الفساد.
وأن مخاوف الموريتانيين ليست صناعة يتم تمويلها وتصميمها في أي مكان خارج البلاد.
وأن قرار هويتها وعدالتها هو قرار يتخذه الموريتانيون دون لجوء لأعوان ولا مبتزين.
وأن وحدتنا الوطنية لم تعد صالحة ولا قابلة للمتاجرة ولا سلعة تباع أسهمها لهذا أو ذاك.
وأن الموريتانيين يهتمون لكوميديا "شيف وگوص" أكثر من اهتمامهم بمسرحيات باريس.