من الصعب كثيرا الكتابة في أمور الساعة خصوصا إذا كانت الأحداث متلاحقة بالدرجة التي تتسارع بها الآن في مصر. لذلك سأبين في هذه العجالة من وجهة نظري ماذا حدث وماذا سيحدث دون أن أعرج على ما يحصل الآن.
العسكر هم من جاء بالإخوان! فبعد 60 سنة من تجهيل الشعب المصري وتجويعه من طرف طغمة مبارك لم يجد هذا الشعب ملاذا سوى في الخطاب الديني، فانتشرت الأفكار المحافظة وغيبت الحداثة والقيم الديمقراطية.
جاء الاخوان نتاجا لذلك ولكن سوء تسييرهم وانفرادهم بالحكم وتعجلهم على الاستئثار بالسلطة وموافقتهم المتهورة على دستور العسكر، كل هذا أرجع العسكر إلى حكم مصر.
ماذا سيحدث؟
بعد أيام أو أسابيع سيلقي الرئيس مرسي خطابا مؤثرا يتنازل فيه عن السلطة حقنا للدماء وحفظا لمصالح جماعة "الاخوان المسلمون" وعلى الغالب بعد مصالحة مع الجيش تضمن عدم متابعة أفراد الجماعة. و ستكون هذه المصالحة طبعا برعاية أمير قطر الجديد ومباركته.
بعد عام ستحترق كل القوة التي ساهمت في الحكم مع العسكر سياسيا لأن العسكر لن يعطوعها صلاحيات كافية لحل مشاكل البلد وسيحملونها جميع أخطاء تسييرهم.
وفي الانتخابات القادمة سينجح مرشح العسكر للرئاسة مدعوما بالسلفيين وعلى الغالب من الاخوان الذين سيصوتون له فقط نكاية بالقوى التقدمية. وعلى الأرجح سيختار العسكر شخصية ذات توجه إسلامي يسهل عليهم التحكم فيها.
أرجو أن لا يصدق الجزء الأخير من هذه التنبؤات، لكنه السيناريو الأقرب للتحقق للأسف الشديد. وتبقى القوى التقدمية والوطنية هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة.
صدق شاعر اليسار والثورة أمل دنقل حين يقول:
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !
وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..
و دمعة سدى !