التعليم _ و البعد والقرب !! / محمد ولد سيدي

1_ البعد :
أن نتحدث عن البعد في الحقل الدلالي  لدى المدرسين، يعني ذلك، أننا نتحدث عن " تحفيز " مادي معين للمدرسين في الداخل ،على تأدية مهامهم التربوية  وسط إنهيار قيمي وأخلاقي لمجتمع سيطرت عليه البيروقراطية واستفحلت فيه المادية على حساب القيم بشكل جنوني ،من هنا جيء بفكرة " البعد " ك....علاوة لعل وعسى أن تعيد للمدرس بعضا من هيبته ومكانته التي كان يحظى بها في المجتمع حينما أنشد الشاعر يقول:

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا  ####كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

علاوة البعد فصلية ويجب أن لا تتأخر، لأن المدرسين يعولون عليها لأسباب شتى،كونها تتأخر عن وقت صرفها فذلك ما يتناقض مع مبادئ المدرسة الجمهورية، في الأوساط  التعليمية  يتحدثون  عن استراتيجية جديدة تحد من استفادة مدرسو المدن منها فهذا بحد ذاته صادم ولا يخدم الأسرة التربوية في شيء ،في الوقت الذي أدى استحداثها إلى هجرة الكثير من المدرسين من المدن نحو الداخل .
الأصل الزيادة وليس النقصان في سياسات الحكومة الراشدة، وبالتالي فإن أية استراتيجية جديدة تتعلق بالرواتب والعلاوات يجب أن تأخذ بعين الإعتبار الإختلالات في  رزنامة الرواتب مابين 7ملايين من جهة و مليون تارة و خمس مائة و مائة ألف  أوقيةقديمة للشهر إذا وضعنا في عين الإعتبار التصاعد المستمر للأسعار وجشع التجار رغم عدم مجاراة السوق الدولية في تخفيض الأسعار .
ماكان ينبغي أن تتعطل دروس الأطفال، وماكان ينبغي أن تتأخر الجهات الوصية _ التعليم/ المالية،  في تأخير علاوة البعد لمستحقيها والبلاد على شفى  إنتخابات رئاسية .
2 _.  القرب:
الخطاب عامل مؤثر قديماً وحديثاً لدى المتلقي لذلك يحرص القادة على انتقاء  أفضل العبارات لما لها من تأثير نفسي على الآخر. 
حكومة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الثالثة سمت نفسها بحكومة....."القرب من المواطن " وبما أننا في عالم يحكمه نظام عنكبوتي واحد فإن للقرب معنى آخر:
فالمواطن لا يهتم بحرية التعبير بإعتبار أنها لا  تقلل من تكاليف " الصايرة " اليومية سواء من ناحية الأكل أو الدواء أو النقل   ،فالقرب يتجلى أولاً وقبل كل شيء، في توفير لقمة العيش من داخل الحوزة الترابية ،وليس من خارجها، وذلك عن طريق الإستثمار في العقل البشري والسهول الزراعية التي لم يستغل إلا النزر القليل منها مقارنة مع ماتملكه البلاد من آلاف الهكتارات،وعندما نقول العقل البشري، فإننا نتحدث عن القدرة على تطوير أفكار معلمنا وطبيبنا وفنيينا حتى نواكب عصر الإبتكار والسباق والإختراع، ولكن، كيف وبأي الوسائل ،و أين الفريق القادر على مسايرة  :
خلق مدن ذكية؟
أو إرسال مسابير إلى الفضاء؟
أو جعل  مدن بمواصفات  المدن  العالمية ،لتنافس الرأس مال الأجنبي على غرار:
أكس بو دبي، أكس بو الدوحة، منتدى داغوس،هل هو الفريق الذي ألفنا نصفق، ونعيد نفس اللافتات، ونفس الشعارات، ونفس الخطابات، ونفس المبادرات، ونفس المطالب مع آخر رئيس يجلس على نفس الكرسي الذي جلس عليه من سبقوه؟ 
هل هو الفريق الذي ألفناه يدور من عجزوا عن  أن يظهروا للعالم الآخر أن لدينا ثروات مكنتنا :
أن لا نحلم يوما ما بإقامة مترو أنفاق،؟
أو سكك حديدية؟
 أو ملاعب عملاقة ؟
أو ترومواي يشق أحياء العاصمة، وآخر يربط بين الشمال والجنوب، ،؟
أو بين المدن الأثرية وحقول شمامة ؟
لوحة المعلمين هذه تشكل صدمة، وشتان بين مبالغ في القول، ومحتج متذمر.
رحم الله زمانا كان فيه المعلم هو سيد الأسياد...واليوم انحط سهمه في مجتمع نووي لايرحم، فمتى تأتي اللحظة التاريخية التي يستعيد فيها المعلم مكانته في عصر السباقات والتنافسية الدولية وفرض الذات في عالم تنخره الأزمات والحروب ولامكان فيه للضعيف؟؟؟

3. مارس 2024 - 23:29

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا