غلاء المستهلك / محمد ولد سيدي 

يقولون أن الهند بلد العجائب، بينما يقول البعض الآخر أن الصين هي بلد العجائب ،لكن المتواتر عليه أن مصر أم الدنيا هي بلد العجائب. 

طبيعي أن تكون البلدان الثلاثة بلدان العجائب نظرا لعراقتها وأقدميتها. 

غير أن بلد العجائب في العصر الحديث هو موريتانيا ،وتجار موريتانيا.

أعتقد أن هؤلاء يسعون من حيث لا يحتسبون إلى  جر البلد إلى أمور لا تحمد عقباها والعاقبة للمتقين، لا يعني ذلك الشك في عقيدتهم، بل إنه من التقوى الرفق بالمواطنين الضعفاء، من الطبقة الكادحة والمنمين والمزارعين ورواد القطاع الغير مصنف أصحاب عرق الجبين من أجل توفير لقمةالعيش اليومية، بحيث إذا وفر أحدهم غداءه لم يستطع أن يوفر عشاءه إلا بالدين والسلف. 

طوفان الأسعار يلقي بظلاله على كل مادة مستهلكة ذات الصلة بحياة الفرد و المفارقة أن البضاعة إذا غلا ثمنها نادرا ما ينخفض في بلد العجائب الحديث، بلد القيم، بلد المثل الإنسانية، بلد الكرم  والجود والأخلاق. 

ومن الجود والكرم والأخلاق التعاطف مع الشركاء الفقراء والمحتاجين والمعوزين وأصحاب الدخل المحدود وهؤلاء هم العمود الفقري وعماد المجتمع. 

مادة الإسمنت بمثابة شريان الحياة لا يشيد طريق  إلا بها، ولا منشئة إلا بها، ولا سكن إلا بها. 

من البديهي أن يبهرنا جمال الدول الأخرى، لأن مادة الإسمنت في متناول الجميع وبالتالي فلا غرابة إذا شوهدت المباني الشاهقة، وأحياء الأبراج، والمنتجعات في كل مكان والساحات الخضراء، ومن البديهي أن يسخن وطيس التنافسية في المقاولات التجارية في البلدان الأجنبية وتشهد تلك البلدان حركة ديناميكية من التطور والعمران غير مسبوقة وتكون قبلة لرؤساء الأموال المهاجرة، والأموال المهاجرة عمي أنى وجدوا المناخ الملائم حطوا الرحال وبدؤوا في ضخ أموالهم في أسواق جديدة أنشطة مدرة للدخل ورافد إقتصادية للأفراد والخزينة العامة للدولة عن طريق تطوير قطاع السياحة والحرف اليدوية. 

المواد الغذائية مرتفعة...

مواد الأعلاف مرتفعة...

مواد البناء مرتفعة : الإسمنت، الخشب،الحديد الذي نصدره 

لذا سعر الإسمنت لايقل عن  سعر أعلاف الحيوان ارتفاع يبلغ عنان السماء وأصحاب الصفقات الفلكية لا يعيرون للمواطن أيما إهتمام والسياسة الناجعة ترسم على أساس توفير الضروريات بأقل الأثمان لأكبر عدد من الأفراد هذا  هو الفرق بين ربح الدولة وربح الأفراد. 

فما قيمة دعم موردين للرئيس ونظامه وهم يشنقون الناخب الفقير بسلاسل الأسعار قد يتجرعون مرارتها بصفة عكسية في أية لحظة فالإنسان إذا أحس تألم، وإذا شعر ثار، لذلك العامة إذا سكتت كان تسييرها أبسط، وإذا شعرت  بالألم، هاجت، وكان أمرها أخطر.

بعد عقدين من الزمن، المنمي يتذكر ولد الطايع، لأن الأعلاف في فترته لم تبلغ قمم الجبال، بل كانت متوفرة من ناحية الأعلاف والقمح وبأسعار زهيدة رغم قلة حجم ميزانيات معاوية مقارنة مع الميزانيات من بعده. 

إن ارتفاع سعر الإسمنت عقبة كأداء أمام تطوير البلد وبالتالي قمة الخسارة هو عدم التقدم والازدهار لا في الحجر على غرار دول الخليج، ولا في العقل والحجر معا على غرار النمور الآسيوية ودول المغرب العربي والسنغال وغانا وراندا. 

يجب وضع حد لمسلسل الغلاء هذا والإحتكار فالتنافس الشريف فيه رحمة للضعفاء وقرب من المواطن ويعزز العلاقة بين القيادة والرعية.

 

 

7. أبريل 2024 - 18:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا