إن حماية جناب المصطفى - صلى الله عليه وسلّم - والدفاع عن عرضه من أوثق عرى الإيمان، به
ينال المرء درجات العارفين، ويحقق مراده في الدارين، كيف لا ؟ وهو صاحب المقام المحمود، والدرجة الرفيعة، والمكانة السامية، يحشر الناس تحت لوائه يوم القيامة من أجل شفاعته، والشرب من حوضه.
لن يدخل أحدٌ الجنة مهما كانت عبادته وتبتله ما لم يُسلك طريقه ويستهدي بهديه، قال جلّ جلاله وتقدّست أسماؤه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)، وقال (وإن تطيعوه تهتدوا)، وقال (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) و جاء في صحيح الإمام مسلم (والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار).
الإيمان به وتصديقه في كل ما أخبر به شرط في صحة الإسلام، ومحبته ركن عظيم من أركان الإيمان، إذ هي الركن الثاني بعد الإيمان بالله - عزّ وجلّ - من لم يحقق محبته حق المحبة لن تنفعه صلاة، ولا صيام، جاء في صحيح مسلم(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )، وقد توعد الله كل من قدّم، المال،أوالولد،أوالسكنى، أوالعشيرة،أومتع الحياة،على محبة الله، ورسوله، والجهاد، في سبيله بمصير الفاسقين، (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ).
ثم إنّ مبدأ التسليم بكل ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام شرط من شروط الإيمان، وعدم الرضى بما جاء به أو الاعتراض على شيء مما جاء به يعد من نواقض الإيمان، (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما ).
يقول سيد قطب - رحمه الله - في ظلاله: نجدنا أمام شرط الإيمان وحدّ الإسلام، يقرره الله سبحانه بنفسه، ويُقسم عليه بذاته، فلا يبقى بعد ذلك قول لقائل في تحديد شرط الإيمان وحدّ الإسلام، ولا تأويل لمؤول، اللهم إلا مُماحكة لا تستحق الاحترام، وهي أن هذا القول مرهون بزمان، وموقوف على طائفة من الناس! وهذا قول من لا يدرك من الإسلام شيئا ولا يفقه من التعبير القرآني قليلا ولا كثيرا، فهذه حقيقة كلية.[1]
ويقول محمد الأمين محمد المختار الجكني الشنقيطي - رحمه الله - في أضواء البيان: أقسم تعالى في هذه الآية الكريمة أنّهم لا يؤمنون حتى يحكّموا النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل ما اختلفوا فيه. [2]
ويقول محمد رشيد رضا القلموني - رحمه الله - في تفسير المنار: في هذا إبطال لظن الظانين أنهم بمجرد محافظتهم على أحكام الدين، الظاهرة، يكونون صحيحي الإيمان، مستحقين للنجاة من عذاب الآخرة، والفوز بثوابها، لا وربك، لا يكونون مؤمنين حتى يكونوا موقنين في قلوبهم مذعنين في بواطنهم، ولا يكونون كذلك حتى يحكموك فيما شجر بينهم، واختلط بينهم من الحقوق، ثم بعد أن تَحكم بينهم لا يجدوا في أنفسهم الضيق الذي يحصل للمحكوم عليه إذا لم يكن خاضعا للحكم في قلبه، فإنّ الحرج إنما يلازم قلب من لم يخضع، ذلك بأن المؤمن لا ينازع أحدا في شيء إلا بما عنده من شبهة الحق، فإذا كان كل من الخصمين يرضى بالحق متى عرفه وزالت الشبهة عنه كما هو شأن المؤمن فحكم الرسول يرضيهما ظاهرا وباطنا؛ لأنّه أعدل من يحكم بالحق. [3]
ونحن هنا في هذا البحث - المختصر - سنذكر حرمة سب النبي - صلى الله عليه وسلم - وحرمة الاستهزاء به أو بشيء مما جاء به، وسنشفع قولنا بالذكر الحكيم، وأقوال الصحابة، والتابعين، وأئمة الإسلام، من عصر التدوين الفقهي إلى يوم الناس هذا، دعاني إلى كتابته ما لا حظته، من استهتار بحقه - عليه الصلاة والسلام ـ علّه يقع في يد نفس تحب الخير وتبحث عنه، أو يكون حجة على من تنكّب الطريق وضاع في متاهات الضلال والغي، وبالله أستعين أقول:
في معرض حديثنا عن حكم الساب بعد أن عرفنا طرفا من مكانة النبي عليه الصلاة والسلام ومنزلته في الإيمان، يجدر بنا معرفة معنى السب في اللغة والاصطلاح.
الأصل في السب لغة هو القطع ثم اشتق منه الشتم، قاله ابن فارس - رحمه الله - في معجم مقاييس اللغة[4]، وهو قول ابن دريد في جمهرة اللغة [5] والخطابي في غريب الحديث [6].
من جهة الاصطلاح الشرعي نجد أنّ العلماء قرروا أنّ كل ما يشعر بالنقص في حق النبي عليه الصلاة والسلام فهو شتم له.
قال القاضي عياض - رحمه الله - اعلم وفقنا الله وإياك أنّ جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه، أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرّض به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه، أو التصغير لشأنه، أو الغضّ منه والعيب له فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب يقتل، ولا نمتري فيه تصريحا كان أو تلويحا،
وكذلك من لعنه أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخفٍ من الكلام، وهجر ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه، وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلمّ جرا.[7]
ومن الأدلة على حرمة الإقدام على سب النبي - عليه الصلاة والسلام -، قول الحق قال -تبارك وتعالى - (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) وهذا الإيذاء جاء مطلقا لم يقيده القرآن بأي شيء، فيبقى على أي نوع أو شكل يطلق عليه معنى الإيذاء، سواء كان بالإشارة أو التلميح أو التعريض.
وقال الله – تعالى- (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم)، والعبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد جاءت الآية الكريمة بصيغة من صيغ العموم " الذين" ومن المعلوم عند الأصوليين أنّ هذا الاسم الموصول يدخل فيه جميع أفراده، فكل من اتصف بشكل من أشكال الإيذاء لذات النبي - عليه الصلاة والسلام -، يدخل فيه، وموعود - كذلك - من الله تبارك وتعالى الذي لا يُخلف وعده بعذاب يتألم منه جميع بدنه.
قال ابن أبي حاتم - رحمه الله - في سبب نزول هذه الآية:
اجتمع ناس من المنافقين فيهم: جلاس بن سويد بن صامت ومخشي بن حمير ووديعة بن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي - صلى الله عليه وسلم- فنهى بعضهم بعضا وقالوا: إنا نخاف أن يبلغ محمدا فيقع بكم فقال بعضهم:
إنما محمد أذنٌ نحلف له فيصدقنا، وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس فحقروه فتكلموا وقالوا:
لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير، فسمعها الغلام فغضب وقال: والله إنّ محمدا لصادق وإنكم لشر من الحمير ثم ذهب فبلغها النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاهم فحلفوا بالله إن عامرا لكاذب وحلف عامر إنهم لكذَبة فصدقهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر: اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب وقد كان مخشي بن حمير قال في ذلك المجلس:
ويحكم يا معشر المنافقين والله إني لأرى أنا شر خلق الله وخليقته والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة، وأنه لا ينزل فينا شيء يفضحنا.[8]
وقال أبو البركات النسفي: العذاب الأليم يلحقهم في الدارين.[9]
وقال نظام الدين النيسابوري: الذين يؤذون رسول الله بأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم.[10]
وقال شمس الدين الشربيني: إذا كان يسعى في إيصال الخير والرحمة إليهم مع كونهم في غاية الخبث والخزي ثم إنهم مع ذلك يقابلون إحسانه بالإساءة وخيراته بالشرور فلا شك أنهم يستحقون العذاب الشديد من الله تعالى.[11]
ثم إنّ الله - تبارك وتعالى - ضمن الفلاح في الدنيا والآخرة لمن وقّر النبي - عليه الصلاة والسلام -، ونصره وناصره بنفسه وماله وأهله، ومن لم يحقق هذا المبدأ العظيم لا حظّ له في الدنيا والآخرة، وموعود من الله - تبارك وتعالى - بالخسران المبين، قال تعالى (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون )، ومن له أبسط ذوق من العقلاء يعلم يقينا أنّ القدح في عدالة النبي - عليه الصلاة والسلام - ليس توقيرا له ولا نصرة له ولا اتباعا للنور الذي أُنزل معه.
وقد توعد الله - وهو الذي لا يخلف الميعاد - كل من آذى النبي - عليه الصلاة والسلام -، بالعذاب المهين، واللعنة في الدنيا والآخرة، قال تعالى (إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا).
ومن النماذج على سوء عاقبة المستهزئين بالنبي - عليه الصلاة والسلام - ما وقع لأسرة كاملة كانت تقوم بإيذاء النبي - عليه الصلاة والسلام -، ولَحق هذه الأسرة الخزي في الدنيا قبل الآخرة، قال الله تعالى (تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد).
قال مقاتل بن سليمان: لما نزلت هذه الآية في أبي لهب قيل لزوجته أم جميل بنت حرب: إن محمدا قد هجا زوجك، وهجاك، وهجا ولدك، فغضبت وقامت فأمرت ولِيدتها أن تحمل ما يكون في بطن الشاة من الفرث والدم والقذر، فانطلقت لتستدل على النبي- صلى الله عليه وسلم- لتلقى ذلك عليه فتصغِره، وتذله به، لما بلغها عنه، فأُخبرت أنه في بيت عند الصفا، فلما انتهت إلى الباب سمع أبو بكر- رضي الله عنه - كلامها، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- داخل البيت فقال أبو بكر- رضي الله عنه - يا رسول الله إنّ أم جميل قد جاءت، وما أظنها جاءت بخير، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
اللهم خذ ببصرها، - أو كما قال -، ثم قال لأبي بكر- رضي الله عنه -:
دعها تدخل، فإنها لن تراني، فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر- رضي الله عنه - جميعا، فدخلت أم جميل البيت، فرأت أبا بكر- رضي الله عنه - ولم تر النبي - صلى الله عليه وسلم-، وكانا جميعا في مكان واحد فقالت يا أبا بكر أين صاحبك؟
فقال: وما أردت منه يا أم جميل؟
قالت: إنه بلغني أنه هجاني، وهجا زوجي، وهجا أولادي، وإني جئت بهذا الفرث لألقيه على وجهه، ورأسه أذله بذلك.
فقال لها: والله، ما هجاك، ولا هجا زوجك، ولا هجا ولدك.
قالت: أحق ما تقول يا أبا بكر!
قال: نعم.
فقالت: أما إنك لصادق، وأنت الصديق، وما أرى الناس إلا وقد كذبوا عليه.
فانصرفت إلى منزلها، ثم إنه بدا لعتبة بن أبي لهب أن يخرج إلى الشام في تجارة، وتبعه ناس من قريش حتى بلغوا الصفاح، فلما هموا أن يرجعوا عنه إلى مكة، قال لهم عتبة: إذا رجعتم إلى مكة، فأخبروا محمدا بأنى كفرت ب (والنجم إذا هوى) وكانت أول سورة أعلنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فلما بلغ النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك قال:
اللهم سلط عليه كلبك يأكله، فألقى الله- عز وجل- في قلب عتبة الرعب لدعوة النبي- صلى الله عليه وسلم وكان إذا سار ليلا ما يكاد ينزل بليل، فهجر بالليل، فسار يومه وليلته، وهمّ أن لا ينزل حتى يصبح، فلما كان قبيل الصبح، قال له أصحابه:
هلكت الركاب، فما زالوا به حتى نزل، وعرّس، وإبله وهو مذعور، فأناخ الإبل حوله مثل السرادق وجعل الجواليق دون الإبل مثل السرادق، ثم أنام الرجال حوله دون الجواليق، فجاء الأسد ومعه ملك يقوده، فألقى الله- عز وجل- على الإبل السكينة، فسكنت، فجعل الأسد يتخلل الإبل، فدخل على عتبة وهو في وسطهم فأكله مكانه، وبقي عظامه وهم لا يشعرون.[12]
إنّ نبي الله - تعالى - أشرف عنده من أن يهينه أو يستحقره أحد مهما كان، وسنّة الله التي لا تتبدل في هتك ستر من عابه، أو سبه، أو شتمه، أو استهزأ به معلومة، قال تعالى (إنا كفيناك المستهزئين).
أمّا مواقف الصحابة - رضوان الله عليهم - من المستهزئين بالنبي - عليه الصلاة والسلام -، فكثيرة، ومنها ما رواه القرطبي في تفسيره أنّ أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - حين بلغه أنّ والده سب النبي عليه الصلاة والسلام، قبل إسلامه، قام إليه فصكه بيده حتى سقط، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: أو فعلته، لا تعد إليه!
فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لو كان السيف مني قريبا لقتلته، فنزل قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )[13]
وذكر ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد أنّ عمر- رضى اللَّه عنه - أتي برجُلِ سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقتله، ثم قال عمر - رضي اللَّه عنه -:
من سبَّ اللَّه ورسوله، أو سبَّ أحداً من الأنبياء فاقتلُوه.
وذكر ابن القيم - كذلك - عن ابن عباس - رضى اللَّه عنهما - أنّه قال:
أيُّما مسلم سبَّ اللَّه ورسوله، أو سبَّ أحداً من الأنبياء، فقد كذَّبَ برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهى رِدة، يُستتاب، فإن رجع، وإلا قُتِل.
وذكر عن ابن عمر - رضى اللَّه عنهما - أنه مرَّ به راهب، فقيل له:
هذا يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال ابنُ عمر - رضى اللَّه عنه -: لو سمعتُه، لقتلته، إنا لم نُعطهم الذمة على أن يسبوا نبيَّنا.[14]
من جهة أخرى نجد غير واحد من أهل العلم،نقل الإجماع على أنّ ساب النبي - عليه الصلاة والسلام -، كافر يستحق القتل من ولي أمر المسلمين.
قال أبو بكر بن المنذر - رحمه الله - أجمع عوام أهل العلم على وجوب القتل على من سب النبي صلى الله عليه وسلم هذا قول: مالك، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق ومن تبعهم.[15]
وقال القاضي عياض: وممن قال بقتله مالك بن أنس، والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي، وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ولا تقبل توبته عند هؤلاء [16]
ونقل القاضي عياض - أيضا - عن محمد بن سحنون أنّه قال: أجمع العلماء أنّ شاتم النبي -صلى الله عليه وسلم - المتنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر.[17]
أمّا أقوال العلماء وأصحاب الفتوى في المذاهب الفقهية، فنبدأها بالمذهب المالكي الذي ننتمي إليه في دراستنا الفقهية وعليه العمل عندنا.
إنّ المالكية عموما، حكمهم فيمن سب النبي - عليه الصلاة والسلام -، أنّه كافر، لأنّه كذب القرآن - الكريم - الذي زكاه وأمر الناس بطاعته واتباع هديه، والخلاف بينهم، هو إذا رجع عن ردته هل يقتل كفرا أم حدا ؟ علما بأنّهم لا يمترون في قتله مطلقا.
قال ابن أبي زيد القيرواني - رحمه الله - في رسالته: من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل ولا تقبل توبته.[18]
وقال القاضي عبد الوهاب البغدادي - رحمه الله - في التلقين: من سب النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل ولم تقبل توبته.[19]
و قال ابن عبد البر في الكافي: من شتم الله تبارك وتعالى أو شتم رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو شتم نبيا من أنبياء الله صلوات الله عليهم قتل إذا كان مظهرا للإسلام بلا استتابة.[20]
وقال القاضي ابن رشد - الجد - في البيان والتحصيل: لا اختلاف في أن من سب النبي - عليه السلام - أو عابه، أو نقصه بشيء من الأشياء؛ يقتل، ولا يستتاب مسلما كان أو كافرا أو ذميا، إلا أن يبدو الذمي فيسلم قبل أن يقتل من غير أن يستتاب، فلا يقتل لقوله تعالى: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف)، وقد روى ابن وهب عن مالك أنه قال من قال: إن إزار النبي - عليه الصلاة والسلام - وسخ أراد به عيبه قتل، وروى عنه فيمن عير رجلا بالفقر، فقال له:
تعيرني بالفقر، وقد رعى النبي - عليه الصلاة والسلام - الغنم؛ أنه يؤدب؛ لأنه عرّض بذكر النبي - عليه السلام - في غير موضعه، وروى أن عمر بن عبد العزيز قال لرجل: انظر لنا كاتبا يكون أبوه عربيا، فقال كاتب له:
قد كان أبو النبي كافرا، قال له: جعلت هذا مثلا؛ فعزله وقال: لا تكتب لي أبدا، وهذا لأنّ الله تعالى أمر بتعزيزه وتوقيره، فمن ضرب به المثل في مثل هذا، فقد خالف حدّ الله فيما أمر به من تعزيزه وتوقيره، فوجب عليه في ذلك الأدب، وكذلك حكم سائر الأنبياء فيمن شتم أحدا منهم أو نقّصه؛ لقوله عز وجل: (لا نفرق بين أحد من رسله)، وكذلك حكم من شتم ملكا من الملائكة.[21]
و قال القاضي ابن رشد - أيضا -: من سب أحدا من الأنبياء والرسل، أو جحد ما أنزل عليه، أو جحد منهم أحدا، أو جحد ما جاء به فهو بمنزلة من سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يصنع فيه ما يصنع فيه هو.[22]
وقال شهاب الدين القرافي المالكي - رحمه الله - في الذخيرة: المسلم إن كذّب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزّر أو كذّبه فمرتد وإن سب الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو غيره من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - قتل حدا ولا تسقطه التوبة فإن إظهار ذلك منه يدل على سوء باطنه فيكون كالزنديق لا تعلم توبته.[23]
و قال عبد الرحمن البغدادي المالكي: من سب الله أو نبيا قتل دون استتابه.[24]
و قال ابن جزي المالكي: من سب الله تعالى أو النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحدا من الملائكة أو الأنبياء فإن كان مسلما قتل اتفاقا.[25]
وقال العلامة خليل بن إسحاق المالكي: وإن سب نبيا أو مَلكا أو عرّض أو لعنه أو عابه أو قذفه أو استخف بحقه أو غيّر صفته أو ألحق به نقصا وإن في بدنه أو خصلته أو غضّ من مرتبته أو وفور علمه أو زهده أو أضاف له ما لا يجوز عليه أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو قيل له بحق رسول الله فلعن وقال أردت العقرب، قتل ولم يستتب حدا.[26]
وقال المواق في التاج والاكليل: من أضاف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الكذب فيما بلغه أو أخبر به أو سبّه أو استخف به أو بأحد من الأنبياء أو أزرى عليهم أو أذاهم فهو كافر بإجماع.[27]
وقال الخرشي المالكي: من شتم نبيا مجمعا على نبوته بقرآن، أو نحوه مما في معناه، أو سب ملكا كذلك، أو ذكر لفظة من الألفاظ التي ذكرها المؤلف - يعني خليل بن اسحاق - فإنه يقتل، ولا تقبل توبته؛ لأن كفره حينئذ يشبه كفر الزنديق، ويقتل حدا لا كفرا.[28]
وقال عليش في الفتاوى: من وقع منه سب أو تنقيص لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتل , ولا تقبل له توبة فلا نستتيبه بل إن بادر للإسلام قتلناه حدا, وإن لم يبادر قتلناه كفرا.[29]
وانطلاقا مما سبق نقول: لا يوجد في المصادر الفقهية المالكية المعتمدة من يقول بعدم قتل الساب للنبي - عليه الصلاة والسلام - مطلقا، وأنهم اتفقوا وأجمعوا على أنّ الساب إن تاب يقتل حدا وإن لم يتب يقتل كفرا.
أما المذهب الحنفي فإنّه علماءه اتفقوا على أنّ ساب النبي - عليه الصلاة والسلام- ، كافر، واختلفوا في توبته إذا تاب، هل تقبل توبته، بحيث يدرأ عنه الحدّ، أم أنّه يقتل؟
وقد بالغ الحنفية - رحمهم الله تعالى - في مسألة الذمي إذا سب النبي - عليه الصلاة والسلام - هل يعدُّ ذاك الأمر نقضا منه للعهد أم لا؟
قال أبو جعفر الطحاوي الحنفي - رحمه الله - : قال أصحابنا فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عابه وكان مسلما فقد صار مرتدا ولو كان ذميا عزر ولم يقتل.[30]
ومن الغريب أنّ الزبيدي الحنفي يرى أنّ ساب الشيخين - أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - أنه يكفر ويجب قتله.[31]
وقد تعقب ابن نجيم الحنفي قول الزبيدي وموقف المتقدمين من الأحناف بأنّ الساب حكمه حكم المرتدين - عموما - حيث قال في كتابه البحر الرائق شرح كنز الدقائق: يقوى القول بعدم قبول توبة من سب صاحب الشرع الشريف - صلى الله تعالى عليه وسلم - وهو الذي ينبغي أن يعول عليه في الإفتاء والقضاء رعاية لحضرة صاحب الرسالة المخصوص بكمال الفضل والبسالة.[32]
من جهة أخرى نجد الأحناف الذين قالوا بأنّ الذمي إذا سب النبي - عليه الصلاة والسلام -، لا ينقض ذلك عهده الذي عند المسلمين، بحجة أنّ كفره الذي هو عليه أعظم من سب النبي - عليه الصلاة والسلام -، أمر لا يستقيم، ذلك أنّ مجرد الاستنقاص من قدر النبي - عليه الصلاة والسلام -، يعتبر ذلك إهانة للمسلمين الذين أعطوهم العهد، وإن لم يكن ذلك فأي شيء بعد أعظم عند المسلمين إذن؟ وقد قال الله - تعالى - (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون )، وأي طعن في الدين أعظم من سب النبي عليه الصلاة والسلام؟
قال تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول: الذمي إذا سب النبي صلى الله عليه و سلم فقد صدر منه فعل تضمن أمرين أحدهما : انتقاض العهد الذي بيننا و بينه، الثاني : جنايته على عرض رسول الله صلى الله عليه و سلم و انتهاكه حرمته و إيذاء الله و رسوله و المؤمنين و طعنه في الدين و هذا معنى زائد على مجرد كونه كافرا قد نقض العهد.[33]
وقد تأسف الإمام ابن حزم الأندلسي - رحمه الله تعالى - على المتقدمين من الأحناف الذين لا يقتلون الساب على اعتبار أنّ أمره مثل باقي المرتدين، أي تعرض عليه التوبة فإن قبلها ترك وإلا قتل حيث قال: لا يقتلون الكافر إذا سب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بحضرة أهل الإسلام في أسواقهم ومساجدهم، ولا يقتلون من أهل الكفر من سب الله تعالى جهارا بحضرة المسلمين وهذه أمور نعوذ بالله منها.[34]
أما الشافعية - رحمهم الله - فإنهم يوافقون المالكية فيما ذهبوا إليه، فالساب عندهم يقتل لكفره، والذمي تبرأ منه الذمة بمجرد سبه للنبي عليه الصلاة والسلام.
قال تقي الدين السبكي - رحمه الله - أما سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فالإجماع منعقد على أنه كفر والاستهزاء به كفر، ونقل عن أهل الإجماع إجماع المسلمين على تحريم ما هجي به النبي - صلى الله عليه وسلم - وكتابته وقراءته وتركه متى وجد دون محوه كفر، وأنّ رواية الشعر الذي هجي به النبي عليه الصلاة والسلام، كفر.[35]
أما الحنابلة - رحمهم الله - فإنّهم وافقوا المالكية - أيضا -، حيث قالوا بقتل الساب مطلقا، وحتى إن استتيب فإنّه يقتل.
قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تضرب عنقه.[36]
وقال موفق الدين بن قدامة المقدسي - رحمه الله - قال أحمد: لا تقبل توبة من سب النبي صلى الله عليه وسلم.[37]
وقال شمس الدين بن قدامة المقدسي - رحمه الله -: قال بعض أصحابنا فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يقتل بكل حال.[38]
وقال شمس الدين بن مفلح - رحمه الله - في الفصول عن أصحابنا فلا تقبل إن سب النبي - صلى الله عليه وسلم -, لأنه حق آدمي لم يعلم إسقاطه, وأنه يقبل إن سب الله, لأنه يقبل التوبة في خالص حقه, وجزم به في عيون المسائل وغيرها, لأن الخالق منزه عن النقائص فلا يلحق به, بخلاف المخلوق, فإنه محل لها, فلهذا افترقا.[39]
وقال علاء الدين المرداوي - رحمه الله - : الصواب من الروايات عن الإمام أحمد أنه يقتل وإن تاب لأنه حق تعلق بآدمي غير موجود الآن، ونقل هذا القول عن جمع من المحققين الحنابلة.[40]
وذهب تقي الدين بن تيمية الحنبلي - رحمه الله - إلى أنّ الساب يقتل مطلقا، وضعّف الروايات المروية عن الإمام أحمد بعدم قتله، وقال بأنّ الأمر اتفاق بين الأئمة الأربعة، كما أنّه استند في قتله على الإجماع الذي ذكره عن إسحاق ابن راهويه أنّه قال:
أجمع المسلمون على أن من سب الله أو سب رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيا من أنبياء الله عز وجل، أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله.[41]
وقد حكى ابن حزم - رحمه الله - الاتفاق عن الأئمة الأربعة وسائر أهل الحديث بأنّ ساب النبي - عليه الصلاة والسلام -، كافر بالله مرتد عن الإسلام.[42]
ثم إنّ البعض يستدل ببعض الوقائع التي وقعت في عهد النبي - عليه الصلاة والسلام -،ولم يقتل أصحابها، كقول أحدهم، (اعدل فإنك لم تعدل)، وقول الثاني (أن كان ابن عمتك)، وقول الثالث (إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله)، وقول الرابع (يقولون إنك تنهى عن الغي وتستخلي به)، وما إلى ذلك، فالجواب عنه، كما قال ابن القيم - رحمه الله - بأنّ هذا حدث وقع في عهد النبي - عليه الصلاة والسلام -، وله أن يعفو عن حقه، وليس لأمته ترك استيفاء حقه - صلى الله عليه وسلم -، وأيضا فإن هذا كان في أول الأمر حيث كان - صلى الله عليه وسلم - مأمورا بالعفو والصفح، وأيضا فإنه كان يعفو عن حقه لمصلحة التأليف وجمع الكلمة، ولئلا ينفر الناس عنه، ولئلا يتحدثوا أنه يقتل أصحابه، وكل هذا يختص بحياته صلى الله عليه وسلم.[43]
وقد أجاب أبو محمد بن حزم - رحمه الله - كذلك عن هذه الشبه بقوله:
القائل في قسمة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه قسمة ما عدل فيها، ولا أريد بها وجه الله تعالى، فهذا كان يوم خيبر، وإنّ هذا كان قبل أن يأمر الله - تعالى - بقتل المرتدين.[44]
وقال ابن حزم - أيضا - كل من سب الله تعالى، أو استهزأ به، أو سب ملكا من الملائكة أو استهزأ به، أو سب نبيا من الأنبياء، أو استهزأ به، أو سب آية من آيات الله تعالى، أو استهزأ بها، والشرائع كلها، والقرآن من آيات الله تعالى فهو بذلك كافر مرتد، له حكم المرتد.[45]
لقد حكم الله تعالى على كفر إبليس حين خامرته نفسه أنّه خير من آدم - عليه الصلاة والسلام -، (قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)، وحين استكبر عن السجود لأبينا آدم عليه - الصلاة والسلام -، حكم الله عليه بالكفر(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)، ثم إنّ الله تعالى تعهد للشيطان ومن اتبعه من جنده، المستكبرين والمستهزئين بنار جهنم، قال تعالى (اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأنّ جهنم منكم أجمعين)، ومن المعلوم أنّ من سب أي نبي من الأنبياء أو الرسل يعتبر سابا لغيرهم.
من جهة أخرى نجد النبي - عليه الصلاة والسلام - عظّم شأن أصحابه، وحذّر من خطورة سبهم أو استنقاص قدرهم بقوله، كما جاء في البخاري ومسلم: ( لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مُدّ أحدهم، ولا نصيفه)، ومن المعلوم بداهة ومن باب أولى النهي عن خطورة التجاسر عليه، بأبي هو وأمي، وقد عبّر الأصوليون عن هذا المفهوم بأنّه مفهوم أولوي.
وحتى لا يبقى لبس أو إشكال، المرتد عن الإسلام بحكم سبه للنبي - عليه الصلام والسلام -، يختلف عن من ارتدّ بإنكاره لمعلوم من الضرورة، أو قامت عليه حجة في مسألة أخرى ولم يرجع عنها، المرتدُّ الأول مشكلته أنّه التهم النبي - عليه الصلاة والسلام -، وليس بين أظهرنا حتى يسامحه، فحكمه أنّه إذن متعلق بغائب، أما الثاني فحكمه متعلق بالله - تعالى - وهو غني عنه، يقبل التوبة من عباده إن رجعوا إليه بصدق وعدلوا عن ما كانوا عليه من الفجور.
ومن خلال ما سبق من آيات وأحاديث واجتهادات للعلماء المحققين، من أهل الإسلام شرقا وغربا، عبر التاريخ الإسلامي، بمختلف مشاربهم ومنطلقاتهم الأصولية والفقهية نقول وبالله عليه التوفيق:
إنّ كل من سب النبي - عليه الصلاة والسلام - أو غيره من الأنبياء أو الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، أو عابهم أو شتمهم، أو ألحق بهم نقصا، في أنفسهم، أو أنسابهم، أو دينهم، أو خصلة من خصالهم، أو عرّض بهم، أو شبههم بشيء على طريق السب لهم، أو الازراء عليهم، أو التصغير لشأنهم، أو الغض منهم، والعيب لهم، فهو ساب لهم، والحكم فيه حكم الساب، يقتل حدا إن تاب إلى الله، ويقتل كفرا إن لم يتب، ولا نمتري فيه، تصريحا، كان أو تلويحا، وكذلك من لعنهم، أو دعا عليهم، أو تمنى مضرة لهم، أو نسب إليهم ما لا يليق بمنصبهم على طريق الذم، أو عبث في جهتهم العزيزة بسخفٍ من الكلام وهجرٍ ومنكرٍ من القول وزورٍ، أو عيّرهم بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليهم، أو غمّصهم ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديهم.
هذا وإنّ البلاء إذا نزل بأرض، ولم يقم أهلها بالتضرع إلى الله بكشف الغمة عنهم، ويقفوا في وجه الداعين إلى الإلحاد والاستهزاء بالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، فإنّ أهلها ليسوا أكرم عند الله من الأمم الغابرة، التي تنكبت الطريق، وفضلت الارتكاس الفكري والانحطاط الأخلاقي على منهج الله، ليسوا أكرم عند الله من قوم نوح - عليه الصلاة والسلام -، حين أعرضوا فأغرقهم الله باليم، ليسوا أكرم عند الله من قوم لوط - عليه الصلاة والسلام - حين آثروا نشر الفواحش على الطهر فخسف الله بهم الأرض وجعلهم أحاديث، ليسوا أكرم عند الله من قوم موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل، الذين جاؤوا بالبينات والزبر والكتاب المنير، (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون).
المراجع:
[1] في ظلال القرآن لسيد قطب، (2/696)، ط، دار الشروق.
[2] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الجكني (7/301)، ط، دار الفكر.
[3] تفسير المنار لرشيد رضا (5/194)،ط، الهيئة المصرية العامة للكتاب.
[4] معجم مقاييس اللغة لابن فارس (3/63)، ط، دار الفكر.
[5] جمهرة اللغة لابن دريد الأزدي (1/69)، ط، دار العلم للملايين.
[6] غريب الحديث للخطابي (2/430)، ط، دار الفكر.
[7] الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (3/474)، ط، دار الفيحاء.
[8] تفسير ابن أبي حاتم (6/1826)، ط، مكتبة نزار مصطفى الباز.
[9] مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي (1/690)، ط، دار الكلم الطيب.
[10] غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري (3/500)، ط، دار الكتب العلمية.
[11] السراج المنير للشربيني (1/626)، ط، مطبعة بولاق الأميرية.
[12] تفسير مقاتل بن سليمان الأزدي (4/916)، ط، دار إحياء التراث.
[13] تفسير القرطبي (17/307)، ط، دار الكتب المصرية.
[14] زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم (5/60)، ط، مؤسسة الرسالة.
[15] الإقناع لابن المنذر (2/548)، الإجماع لابن المنذر (1/46).
[16] الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (3/474).
[17] الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض (3/476).
[18] الرسالة لابن أبي زيد القيرواني (1/127)، ط، دار الفكر.
[19] التلقين للقاضي عبد الوهاب (2/199)، ط، دار الكتب العلمية.
[20] الكافي في فقه أهل المدينة لابن عبد البر(2/1091)، ط، مكتبة الرياض الحديثة.
[21] البيان والتحصيل لابن رشد (16/398)، ط، دار الغرب الإسلامي.
[22] البيان والتحصيل لابن رشد (16/415).
[23] الذخيرة للقرافي(3/460)، ط، دار الغرب الإسلامي.
[24] إرشاد السالك لعبد الرحمن البغدادي المالكي (1/114)، ط، مكتبة مصطفى البابي.
[25] القوانين الفقهية لابن جزي المالكي (1/240)
[26] مختصر خليل (1/239)، ط، دار الحديث.
[27] التاج والاكليل للمواق (7/380)، ط، دار الكتب العلمية.
أ28] شرح الخرشي لمختصر خليل (8/70)، ط، دار الفكر.
[29] فتاوى عليش المالكي (3/199)
[30] مختصر اختلاف العلماء للطحاوي (3/504)، ط، دار البشائر الإسلامية.
[31] الجوهرة النيرة على مختصر القدور للزبيدي (2/276)، ط، المطبعة الخيرية.
[32] البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم الحنفي (13/497).
[33] الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية (1/297)، ط، دار ابن حزم.
[34] المحلى بالآثار لابن حزم (12/61)، ط، دار الفكر.
[35] فتاوى تقي الدين السبكي (2/573)، ط، دار المعرفة.
[36] مسائل الامام أحمد لعبد الله بن أحمد (1/431)، ط، المكتب الإسلامي.
[37] الكافي في فقه الإمام أحمد لابن قدامة (4/62)، ط، دار الكتب العلمية.
[38] الشرح الكبير لابن قدامة (10/630)، ط، دار الكتاب العربي.
[39] الفروع لابن مفلح الحنبلي (10/194)، ط، مؤسسة الرسالة.
[40] الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (4/257)، ط، دار إحياء التراث.
[41] الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية (1/4).
[42] المحلى بالآثار لابن حزم الأندلسي (12/434)
[43] زاد المعاد لابن القيم (5/56).
[44] المحلى بالآثار لابن حزم الأندلسي (12/435)
[45] المحلى بالآثار لابن حزم الأندلسي (12/438)
المهدي بن أحمد طالب / كاتب وباحث في الفكر الإسلامي
[email protected]