سيكون على صديقنا بيرام ولد الداه ولد اعبيدى وجماعته أن يتحركوا بسرعة لتحريرالفضاء السمعي البصري، خاصة وأنهم حققوا بعض النجاح فى تحرير أرقاء سابقين، وتدخلوا أحيانا - بدلامن الدولة- لتطبيق القوانين المعطلة بشأن مكافحة العبودية ودمج الأرقاء السابقين و(اللاحقين) فى الحياة النشطة.
الأمربسيط للغاية، فعجز"الهابا" عن فهم آليات تحرير الفضاءالسمعي البصري، وضعفها الوراثي فى التعاطى مع ملف بذلك الحجم، مع قلة حيلتها وهوانها على الإكراهات العديدة التى ووجهت بها من طرف الذين تأتمربأمرهم، يعطى مناضلى "إيرا" فرصة ذهبية للتحرك، ف"الفضاء" مازال عبدا مملوكا، ولم يستطع الهرب من أسياده، وواجب بيرام وجماعته يتطلب يقينا التحسيس بقضيته، والاعتصام أمام مفوضية القصر(بصاد"مهملة" غير مشددة هذه المرة فالتشديد عندها متروك فقط للاجراءات الامنية)...بل يمكن أيضا نقل قضية "الفضاء" المستعبد الى "جنيف" و"بروكسيل" للبحث عن تمويلات للجهود الخاصة بتحريره، وقد تقتضى الأمانة (إذاكانت ضرورية) القول للنصارى بأن الجميع ساهم فى استعباد الفضاء السمعي البصري "الأقلية العربية البربرية"(أوالبربرية العربية) بسودها وبيضها، و"الأقلية الزنجية"(بجميع تفريعاتها) بل حتى الأجانب والمقيمون (طبعا فى موريتانيا لاتوجد أكثرية فالكل عبارة عن أقليات مضطهدة لكل منها مأساتها الخاصة بها)!!. ليس صديقنا بيرام بحاجة لأدلة على أن الفضاء السمعي البصري مستعبد، وتمارس ضده كل أنواع الاستغلال، والأبشع من كل ذلك أنه لم يجد أما تتبناه، ولا أبا يلحقه بنسبه،ولاحتى علماء من العرب أوالبربر أوالزنوج يعطون فتوى نهائية بشأنه للتأكد من قابليته للزواج والإنجاب والطهارة والشهادة والإمامة و"الفتوة"، ف"الهابا، تهربت عمليا من تبنيه، والدولة غير معنية بالتكفل به، أومتابعة حالته وكأنها لاتعرف منه إلا مجرد اسم منطوق بلامسمى. من الواضح أن تحريرالفضاء لايمكن أن يترك ل"ايرا" وحدها، فلديها نضالات قد تشغلها عنه، فحتى الذين سيذهبون للبكاء فى "إينال" مطالبون بالبكاء على الفضاء وبدموع حقيقية (لاتنشفها المناديل المعطرة للسفارات الغربية) والمنظمات الأجنبية، وعلى جمعية "أًصحاب المظالم" التى ولدت حديثا أن تضيف الفضاء للائحتها ،فهو ربما صاحب أكبر مظلومية على الإطلاق بعد "الإمام الحسين" و"السيدة فاطمة" لدى الشيعة . لوأن الدولة جادة فى شعاراتها لطلبنا منها أن تنبش سجن "الفضاء"( أوقبره إذاكان مقبورا) وتحقق فى ظروف اختفائه وأسباب استرقاقه أصلا. وحده الفضاء لايمكن له تحريرنفسه...الإنسان المظلوم المستعبد قد يهرب من أسياده طلبا للحرية الجسدية على الاقل...ووجه الشبه الوحيد بين الفضاء السمعي والبشرالمستعبدين هو أن الحرية التى قد يجدونها فى بلادنا هي "حرية جسدية" ناقصة، فهي غير مرفوقة بوسائل للحياة الكريمة، وهذا ربما هو ما يجعل بعض الأرقاء السابقين يرى فى حرية جسدية بائسة استعباادا ماديا ومعنويا من نوع جديد، يخلف فى النفس والقلب والضمير جراحا لاتندمل، لأن حرية جسدية (يابسة) لا تسمن ولاتغنى من جوع،فالعبيد الخارجون للتو من جحيم العبودية بحاجة لجهاز استقبال حقيقي ، يعالج جراح سنوات الحرمان، ويضمن السكن والصحة والتعليم، ويمسح عنهم غبار سنوات الظلم والنسيان (فى الكثير من المجتمعات لاتفرق بين السادة وعبيدهم فالفقر يطحن الجميع والعبودية للسياسات الاقتصادية العرجاء سكين يتساوى تحت حدها الجميع) ...وفى حالة الفضاء السمعي البصري فإن إطلاق الحرية والتراخيص لايعنى توفير تمويل واضح وشفاف ومحترم ومتساو للوسائط الاعلامية المرخص لها، وبالتالى فهي مثل حريتها تولد ميتة..!! الأسوأ فى الفضاء السمعي فى حالة تحريره هوالحكم على الصحفيين بالتبعية ل"بارونات" المال والأمن والسياسة، إذ أننا لانعرف صحفيا حقيقيا( دعونا من المخبرين والجواسيس والعسس) لديه القدرة على تمويل جريدة اسبوعية، وبالتالى فالترخيص للصحفيين يلزمهم ضمنيا بالتسليم بأنه "لاملجأ لهم من النظام إلا إليه" ولامفرلهم من الارتماء فى أحد أذرعته الأخطبوطية سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا وأمنيا لتفعيل تراخيصهم، أوالارتماء فى أحضان جهات تمويل محلية أوأجنبية لديها أجنداتها الخاصة بها بحسب قربها من النظام القائم أوخصومه هنا أوهناك..!!( بعض الحاصلين على التراخيص فهم اللعبة وقتل "القطة" فى الليلة الأولى)..!! لابد إذن من التحرك العاجل لتحريرالفضاء السمعي البصري من الدولة و"الهابا " و"المافيات" الاستخباراتية النافذة التى نالت نصيب "الأسد" من التراخيص. لسنا بحاجة للقول ان مؤسسات من قبيل "صحراميديا"(منحوها إذاعة ومنعوها قناة تلفزيونية) و"السراج"، و"مجموعة شنقيط" تستحق الحصول على التراخيص بحكم الأقدمية والانتشار والتجربة الميدانية الطويلة والامكانيات اللوجستية والطواقم الشبابية المتحمسة، بغض النظر عن "الجغرافيا السياسية" محليا واقليميا لكل واحدة منها، كما أننا لسنا بحاجة للقول إن صحفيين قدماء ومعروفين من قبيل اباه ولد السالك وباباه سيدى عبدالله وعبدالله محمدى يستحقون التراخيص التى حصلوا عليها، بغض النظر- بطبيعة الحال- عن ارتباطهم بهذه الجهة المحلية أوالأجنبية أو تلك. ولايمكن هنا أن نضع اللوم على "الهابا" فهي هيئة ميتة سريريا، تتلقى الأوامر من الجالسين فوقها وفوقنا، وهي أقل وأذل من أن تفهم ماالذى يعنيه تحرير الفضاء السمعي البصري، أو المضي قدما فى استعباده...لم تحررنفسها أولا،وبالتالى فليس من الأخلاقي مطالبتها بتحريرأي شيئ ،إلا إذاتعلق الأمر بمحاضر ورسائل(لاسلكية) وقرارات جاهزة (مع خدمة التوصيل) وتقارير(ترددية) يتم رفعها يوميا للجهات الوصية !!.