"لن تعيشوا التهميش بعد اليوم" تعهد أعطاه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز للصم في موريتانيا.
رسالة الصم في حوار الرئيس لم تكن للرئيس وحده بل كانت لعامة الشعب ممن تابع اللقاء ولمن سمع عنه، للجميع معارضة وموالاة ومجتمع مدني وصحافة إنها رسالة "فلتفهمونا.. شكرا".
احتاجوا عدة سنوات لتفهم إشارتهم إلى الرغبة في الدمج في المجتمع، لحاجتهم لأن ينتبه المجتمع لهم .
هم لم يطلبوا الكثير، لم يطلبوا المستحيل، الفهمُ سيدي الرئيس، التدريس، متابعة أخبار بلدنا، الاعتراف بنا كشريحة من هذا المجتمع تريد أن تشارك في البناء.
الصم في موريتانيا، عالم صامت منتج، عالم اكتسب بنفسه لنفسه المكانة اللائقة به في المجتمع وإن كان الكل لا يعرف ذلك.
الصم في موريتانيا كونوا لوحة رائعة أثبتت أن الموريتاني قادر على التحدي وتحدى الإعاقة لكنها إعاقة المجتمع نفسه، الإعاقة الناتجة عن النظرة التي يُنظر بها إليهم، الإعاقة في عدم إفساح المجال لهم للمشاركة كغيرهم من أبناء هذا الوطن، الإعاقة في عدم منحهم حق المواطنة في التعليم والصحة والشغل...
أن يطالبوا بأن يتاح لهم معرفة أخبار وطنهم، بلغتهم، حق مكفول لهم أصلا وإذا تحقق ليس منة.
مطالب بسيطة، بسيطة جدا كانوا بحاجة إلى أن يوصلوها وقد وصلت بشهادة الجميع فهل في القريب العاجل سنجدها حقيقة؟ ربك كريم.
التحدي الأساسي الآن هو هل سنكون كصحافة ومجتمع مدني وسياسيين قادرين على فهم الرسالة، وهل سندرك أن الصم بحاجة إلى أن نكون جميعا صوتهم المدافع عن حقوقهم، أن ندرك ونستوعب أنهم ليسوا معاقين، هي وحدها اللغة ـ واللغة أو جدوها هم بإنشائهم أول قاموس إشاري موريتاني ـ .
عندما نفهم أنه حان الوقت لنقوم بدورنا وواجبنا اتجاههم حينها سيقولون فهمتمونا.. فشكرا.