يقال إن الحيوان الذي يسمى "وحيد القرن" لا يسير إلا في اتجاه واحد يندفع نحوه بجنون ورعونة ولا يلقى هذا الحيوان بالا لأية مخاطر أو عقبات قد تعترض طريقه وهو إلى ذلك حيوان كثير التنقلات والهجرات التي تكون غالبا بلا موئل وبلا وجهة محددة.
يشتهر" وحيد القرن" بحبه اللا محدود لقيادة قطيعه قيادة في سبيلها يضحى أحيانا بعشرات الرؤوس بل حتى بحياته الشخصية كما انه مولع بمضايقة بقية الحيوانات من حوله مهما كانت درجة قوتها أو ضعفها ومستوى نفوذها في الغابة.
عندما تندفع قطعان" وحيد القرن" في إحدى هجراتها نحو الفراغ لا ترى سوى الغبار الذي يلف دروبها وأحيانا ترى قائد القطيع وهو يسير بسرعة وجنون وتهور أمامها وكأنه مغمض العينين يبتلع كل المسافات ويسحق ضعاف القطيع ويغرز قرنيه الناتئين في رأسه في كل الأشياء التي تعترض سبيله حجرا كانت أم حديدا غير عابئ حتى بجراحه النازفة ودمائه التي تبلل كل دروبه العمياء.
قطعان" وحيد القرن" لا تختار قائدها وفقا لأية اعتبارات ولذلك تصدق فيها مقولة "الرعية على قلب الوالي" و"كما تكونوا يول عليكم" فقائدها لا يحتاج لأكثر من عضلات قوية ودماغ فارغ وإصرار لا حدود له على ارتكاب الحماقات وركوب الرأس.
إن "وحيد القرن" لا يستشير أيا من أفراد القطيع ولا يوجد لديه أعداء دائمون أو أصدقاء دائمون ولا حتى مصالح دائمة انه لا يقيم وزنا للأشياء البعيدة عن قرنيه الكريهين وأسوأ ما فيه انه لا يموت وحيدا ولا يسلم روحه قبل أن يثخن فى الأرض ويموت بموته العشرات من أبناء جلدته.
ليس لدى" وحيد القرن" ما يخسره ليس له وطن ولا أحباء ولا أصدقاء ولا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل ولذلك فشعاره في الحياة هو "أنا ومن بعدى الطوفان".
ليست "لوحيد القرن" مشاعر من أي نوع فبمقدوره مثلا أن يعبر دربه القذر على جماجم وعظام بني جلدته دون أية مشكلة.
فى حياة "وحيد القرن" لا توجد مقدسات ولا خطوط حمراء طموحه الوحيد أن يندفع بجنون نحو اتجاه وحيد غير محدد قد يقوده نحو الجحيم النهائي ليموت وحيدا منهزما منتنا متقيحا غير مأسوف عليه.