يئن المسلمون بسبب فشلهم في توحيد صفوفهم في أوطانهم، وتخبطهم في فن إدارة الأزمات التي تعصف بنخبهم ومجتمعاتهم.
و للأسف لا أفق للحل الأمثل بين الإخوة، لأن الصراخ ولغة التدابر ، يعلوان على العقل في كل مكان، من صنعاء إلى طرابلس.، ومن زمار الساسة إلى المهرجين في الإعلام.
ألا يتذكر هؤلاء أننا نعبر الأشهر الحرم، وهي أشهر للمسلم فيها أخلاق، يجب التقيد بها بصرامة ، والوعيد فيها شديد.
ليس من أخلاق المسلمين – والقرءان خلقهم- السباب والتقاتل في الأشهر الحرم.
إنها أشهر البراءة من الحروب والصراعات، ومن الشرك وظلماته.
هذه أشهر الصوم عن اللغو والفسوق والجدال.
يعفو فيها المسلمون عمن ظلمهم، ويصلون فيها من قطعهم.
يعرف المتقون منهم بليلهم إذا الناس نائمون, وبنهارهم إذا الناس مفطرون, وببكائهم إذا الناس يضحكون, وبورعهم إذا الناس يخلطون, وبصمتهم إذا الناس يخوضون, وبخشوعهم إذا الناس يختالون ويتكبرون، ينزلون الناس منازلهم.،ويحضون على إطعام المسكين وإكرام اليتيم.
رحمة الله نزلت في جذوع قلوبهم، فهم يستغفرون للذين من قبلهم ومن بعدهم، يشاورون كل مخالف لهم في الرأي، يحبون لإخوتهم ما يحبون لأنفسهم،وطنوا أنفسهم على الحق ، لا يعرفون الحق بالرجال ولكن يعرفون الرجال بالحق.
مع كل ذلك هم متواضعون جدا، يجيرهم ابن أبي معيط وهو مشرك كي يسمعوا كلام الله، يفترشون الأرض حتى يؤثر ذلك في جنبهم، يحملون حجرين في شد مئزرهم من شدة الجوع، عمائمهم الفقر والجود ، يهاجرون على أقدامهم حفاة إلى ملك الحبشة فرارا بدينهم من الفتن، لا يسلون سيفا في باطل ، ولا يعضدون شجرة في جهاد، ولا يسمع لهم آناء الليل وأطراف النهار، إلا دوي كدوي النحل، ترتيلا لستين حزبا طاهرا، أحنفيون لا يقبلون الضيم والدنس ولا يلجون شبهات الفتن.
هؤلاء همأجدادنا الشناقطة.
ليسوا سواءا ، وسكارى الحانات، ومصاصى بظر اللات، والمبلسين من أبناء حركات عبدت الهوى والرأي، عبدت الدينار والدرهم ، من لا يذ كرون الله إلا قليلا عند الغرق ، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا وفي الغسق، ولا يقربون المساجد إلا هجرا فى جنازة للرياء وعند شاشة تعرض بالألوان شيع اصحاب الزينة.
يا معشر المسلمين، إياكم وأصحاب الدخن، لا تسبوا خدم الحريات والدعوة والدين ، ولا عالما أناب، ولا تفتحوا بابا للحرب – أي حرب- وأعيدوا إلى قلوبكم ألفتها، ومدوا أياديكم بالمحبة التي لا إكراه فيها ، والإخوة التي لا رشوة عليها.
وأخرجوا من بين صفوفكم – أهل النفاق والشقاق-
هذه شنقيط ، وليست الجزيرة.، بلدنا مؤمن من حروب فتن الهرج والدهيماء.
وهذا العزيز يوسف ، ينتصر دائما بحسن نيته، على السجان وعلى إخوته ، وشعبه يعرف الآن جليا الذئب، وزئبق دمه الكذب.