أول قطر دم كانت بسبب المرأة، وظاهرة جرائم الشرف في يومنا هذا مقننة، وفي فترات غابرة، لا مكان للمرأة في المجتمع، كل الحضارات احتقرت المرأة، من الجلوس على خازوق ساخن في بابل الى الوأد في العصر الجاهلي. قبل مائة سنة على إرهاصات عيد المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية وقبل أن تتبلور الفكرة في أوروبا وقبل أن تقود هدى شعراوي مسيرة المرأة العربية و ترمي الحجاب ...حرر الإسلام المرأة منذ أربعة عشر قرنا قال تعالى :(وإذا الموءودة سئلت 8 بأي ذنب قتلت 9 ) من هنا عادت المرأة بشرا، وليست غائبة أو مغيبة، وليست للبيت، والراحة فحسب، بل قائدة، مجندة، تأمر ، وتستشار، وترفض، ترث، وتملك، كما يرث الرجل، ويملك قال تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا .) تحرر المرأة، وعي أو موضة؟ الرجل الذي استعبد المرأة، هو من حررها، فالمتحرر هو الرجل، وليست المرأة هي من ناضل، وكافح،و أوذي ، وقتل ، بل الرجل هو من حررها ذاته، وطور عقليته إزاء المرأة، في عصر النهضة، أو عصر الأنوار، ثار الكتاب والفلاسفة على سلطة الكنيسة، وانتشرت فلسفات بعضها الحادي، وبعضها روحاني، فكانت العلمانية هي ضالة المرأة، و مصدر فخرها، السفور، والتجرد، والحرية المطلقة...تحرر المرأة وعي، وموضة حضارية في آن واحد لذا فالمرأة درست، وأنتجت، و امتهنت مختلف الوظائف والحرف، رئيسة، وزير، نائب، عمدة ، سفير، معلم،جندي ، قاض، سائق، دباغة، خادم، ملاح، جندي، ملكة سبأ، إزابيل، نفرتيني، أنجيلا ميركل، تاتشير، كلنتون، ماري لوبين، ، جون سون سيرليف ...ومع ذلك تبقى بعض الأعمال حكرا على الرجل نظرا لأبعاد اقتضتها الطبيعة و الإرادة الكونية قال تعالى : ( ﺍﻟﺮِّﺟَﺎﻝُ ﻗَﻮَّﺍﻣُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀِ ﺑِﻤَﺎ ﻓَﻀَّﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑَﻌْﻀَﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰٰ ﺑَﻌْﺾٍ ﻭَﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﻔَﻘُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻣْﻮَﺍﻟِﻬِﻢْ ۚ ﻓَﺎﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕُ ﻗَﺎﻧِﺘَﺎﺕٌ ﺣَﺎﻓِﻈَﺎﺕٌ ﻟِﻠْﻐَﻴْﺐِ ﺑِﻤَﺎ ﺣَﻔِﻆَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ۚ ﻭَﺍﻟﻠَّﺎﺗِﻲ ﺗَﺨَﺎﻓُﻮﻥَ ﻧُﺸُﻮﺯَﻫُﻦَّ ﻓَﻌِﻈُﻮﻫُﻦَّ ﻭَﺍﻫْﺠُﺮُﻭﻫُﻦَّ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﻀَﺎﺟِﻊِ ﻭَﺍﺿْﺮِﺑُﻮﻫُﻦَّ ۖ ﻓَﺈِﻥْ ﺃَﻃَﻌْﻨَﻜُﻢْ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﺒْﻐُﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻦَّ ﺳَﺒِﻴﻠًﺎ ۗ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠِﻴًّﺎ ﻛَﺒِﻴﺮًﺍ )فالأعمال العضلية للرجال فقط، شق القنوات، بناء السدود، قطع الأشجار، المكننة، البناء ...إختلالات...لئن تحررت المرأة في الغرب عموما من القيود الدينية، ومن قبضة الرجل إلا أنها مازالت تعاني من بعض التمييز السلبي فالمرأة لا تتقاضى نفس الراتب مع الرجل في فرنسا ودول عظمى والسبب كثرة الغيابات والعجز بينما تتقلد نفس الراتب في موريتانيا ودول العالم الثالث. أن دولا كبيرة مازالت تمتنع عن انتخاب سيدات كالولايات المتحدة و فرنسا أيضا و أغلب دول المجتمعات الرجولية كما نحن .أن المرأة في الغرب دفعت ثمن تحررها المطلق، وهو ما انعكس سلبا على البنية الأسرية، فكثيرات تركن العمل للتفرغ لتربية أبنائهن، وضياع الأطفال وجدت نسوة أمثلة منه ...فيود!!مازالت عوامل متعددة تقف وراء تقدم المرأة و مساواتها بالرجل في المجتمع الموريتاني وهذه العوامل هي : 1 - ارتفاع الأمية بمعدلات قياسية في المجتمعات المتخلفة. 2- الزواج المبكر 3 -العادات والتقاليد السلبية، المرأة من بيتها الى قبرها ، رزغ المرأة تحت اكدامها...ومهما كان التطور، تبقى المرأة مرأة، ويبقى الرجل رجل!