إعلام فريد ومنسقية مميزة / محمد امبارك ول سيدي

altبات الإعلام الالكتروني الموريتاني فريدا من نوعه إقليميا بل دوليا، فبالرغم من الترخيص لما يربو على مائة صحيفة لا ترى فيها صحيفة واحدة اقتصادية أو رياضية ولا حتى فنية. وقد ارتبط الإعلام بالسياسة ارتباطا وثيقا لحد استغلال السياسيين للإعلاميين والعكس في علاقة لا نظير لها بين الأب وابنه والأم وابنتها ولا حتى بين الرجل ودينه.

مر الإعلام والسياسة بمراحل معقدة منذ حكم عزيز عسكريا، مرورا باستقالته وحتى انتخابه، فالرجل لم يدفع درهما لمن بالغ في مدحه، فارتبك إعلامنا الذي لا يحسن إلا المبالغة في المدح أو الذم وصمت لالتقاط الأنفاس، فلما لم يسجن عزيز من بالغ في ذمه تحولوا إلى الموقف الثاني، فصحافتنا لا مجال فيها للحياد إلا قدر الصمت في التحول من نظرة سقيمة إلى نظرة أشد سقما، دون تحري صدق أو تثبت من خبر ولا خوفا من فتنة جهوية، أو عرقية أو قبلية، قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}. لا نبحث عن العصمة بعد المعصوم صلى الله عليه وسلم ولو بحثنا عنها فلن نبحث في إعلام وسياسة موريتانيا لكن بعض الشر أهون من بعض ويكفينا موالاة ومعارضة وصدقا وكذبا (موريتانيد وتقدمي) فقد نالت موالاة الأولى تقديري ومعارضة الثانية إعجابي إعلاميا بغض النظر عن الانتماءات. أما (موريتانيا آن الكذب) و(حرية التضليل) و(طوارئ السراب) و(فواصل التلفيق) و(مشاهد الخيال) و(سراج الأماني) و(محيط الأحقاد) و(وطن الأحلام) و(تقدم البهتان) و(أخبار الإشاعات) و(صحفي الشارع) فنحن في غنى عن مهنيتهم المنقطعة النظير في مجالاتهم المشبوهة والمتشابهة. وليست السياسة والسياسيين من الإعلام والإعلاميين ببعيد. لن أخوض في المراحل التي مرت بها المنسقية فأحيل القارئ الكريم إلى مقالي السابق "الأغلبية تشفق على المنسقية" (mauritanid.net/spip.php?article13430)  كما أن ماضيها يقرأ من حاضرها وآخر ما قامت به هو تنصيب نفسها مدافعة عن الديمقراطية ضد العسكر وحكمه.

ومن المفارقات المميزة أن الرئيس الدوري الحالي للمنسقية عسكري وسبق أن حاول الحصول على الحكم بالدبابات والبندقية وقتل الأنفس النفيسة ومن أبرزها القائد محمد الأمين ولد انجيان رحمه الله وعندما كان قاب قوسين أو أدنى من القبض عليه فر فرار الذئب الذي يرى الراعي والكلب معا، وبعد فترة ألقي القبض عليه في حي "السطارة" بـ(روصو) متخفيا. وبعد إطلاق سراحه والاحتفال له والاحتفاء به ترشح ولم يستطع أن يجمع 1,4% من الأصوات المعبر عنها (ثلة من الأهل وقليل من المعارف). لن أعكر صفو "القادة" الآخرين بتذكيرهم بنسب (ثلة من أهليهم وقليل من معارفهم) رغم أن مواقعنا تكتب أن أقارب عزيز يمثلون أكثر من 52% من الشعب الموريتاني لكن لن يفوتني أن أذكر بنسبة المتكلم الثاني في مهرجان المنسقية الأخير فهو أكثر عسكرية من عزيز إذ لم يستطع جمع 3,9% من الأصوات المعبر عنها (ثلة من الأهل وثلة من المعارف) و(قليل من المؤلفة قلوبهم غير المنافقين) لأن الرجل صرف المليارات في حملته. يكفي أن أقول إننا إذا جمعنا نسب كل المطالبين بالرحيل (ثلة من الأهل والمعارف) لما وصلوا إلى نصف نسبة من يطالبونه بالرحيل في الأصوات المعبر عنها في انتخابات وزير إعلامها وخارجيتها ودفاعها من الاختيار المحض للمطالبين بالرحيل وقد شهد المراقبون الدوليون بحريتها ونزاهتها وشفافيتها في إعلام ليس كإعلامنا وصحافة ليست كصحافتنا. إن منسقية الفوضى المميزة باتت تضم الأطباء والكهنة والمرضى والموتى سريريا وحتى الشيوعيين، فطبيبها حدد فترة علاج الرئيس وفترة نقاهته ولكن هل للطبيب أن يحدد فترة العافية والحاجة إلى الطبيب بعد الشفاء إن لم يكن اطلع على كشف طبي لمريض المنسقية الذي قضى 7 اشهر خارج البلاد (اضعاف اضعاف) الفترة التي قضاها عزيز لتلقي علاج دفعت تكاليفه حكومة الأخير باعترافه هو، فلعل طبيب المنسقية استعان بكاهنها الذي أقسم على عجز الرئيس وبعد أن رآه يمشي ويتكلم لم يكفر عن يمينه إلا بالقسم ثلاثا أن الشعب لا يحب الرئيس، فلعله يقصد الميت سريريا على الصعيد السياسي للمنسقية الذي لن تسمح له سنه بالتشرح بعد إنهاء عزيز مهمته الأولى قبل الثانية، فالمغرور بنفسه الذي لا يرضى إلا بالمستحيل (الرئاسة) سبق وأن ترشح ثلاث مرات، والجدير بالذكر أننا إذا قمنا بإضافة نسبه إلى بعضها فلن تصل إلى 50%. وفي المرة الرابعة قبل الأخيرة وصل إلى الدور الثاني ثم سحقه ولد الشيخ عبد الله: الوجه الجديد على الساحه السياسة، و لسوء حظه لن تكون هناك فرصة خامسة، اللهم إلا إذا انضم إلى منسقية أخرى في بلد آخر، فدولة القانون لن تسمح له بالترشح في السن السادسة والسبعين وإذا أضفنا إلى سنه النسبة المائوية التي حصل عليها كاهن المنسقية تكون ثمانين حولا، وأذكر الميت اكلينيكيا والكاهن ببيت زهير:   سئمت تكاليف الحياة ومن يعش                ثمانين حولا لا أبا لك يسأم   وقبل أن أترك معلقة زهير فهو الوحيد الذي يستطيع الإجابة على هذه التساؤلات: من أطلق سراح طبيب المنسقية وعالج مريضها ورخص لحزب كاهنها وأعطى منصبا مرموقا لميتها السريري؟ والجواب: ومن يصنع المعروف في غير أهله             يكن حمده ذما عليه ويندم بعد يمين الغموس للكاهن أصابني الفضول وخرجت في اليوم الموالي لظهور الرئيس لأرى هل سيخرج أحد مع قادة منسقية الفتنة وعند الساعة التاسعة إلا الربع قمت بعد الحضور في المهرجان الأخير فأذهلني الحضور الكبير الذي فاق الأربعين مناضلا (حشد كبير) لكن ربما كلهم أو أغلبهم فضولي مثلي. فيما قدر ذلك في بعض مواقعنا الفريدة بمائة ألف. فبالله عليكم وبالمنطق ذاته كيف يمكن أن نقدر حضور استقبال الرئيس، يكفي أن مستقبلي الرئيس بلغوا أضعاف مبالغات المنسقية ومبالغات المواقع الالكترونيه، إلا إذا كان شيوعي المنسقية يدعي أن الحضور خرجوا في أربعينية الحسين رضي الله عنه، تقاربا في الأسماء فقط بين الشيوعيين والشيعة فلربما تصل ادعاءاتهم إلى هذا النحو. اسمحوا لي في الأخير ولا أحتاج إلى يمين تورية ولا غموس، فمن لا يصدق في القول لا تشفع له الأيمان، أن استنتج أن المنسقية هي العاجزة عن تحديد مواقفها و إقناع الشعب بمصداقيتها وصدقها والقيام بمهامها ان كانت لها مهام لست محللا سياسيا ولا كاتبا ولا حتى مناضلا في حزب ما، ولا يهمني شعور من قلت فيه حقا خيرا أو غير ذلك ولا رد على من رد إلا سلاما.

30. نوفمبر 2012 - 17:06

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا